نساء في حياة القذافي: هو عنوان كتاب صدر باسم خليل عبد السيد، حاول من خلاله أن يرصد علاقة الديكتاتور المقتول بالمرأة. الكتاب، الذي تنشر أهم ما ورد فيه "فبراير.كوم"، لا يخلو من غرائب ترسم جزءا من ملامح رجل لم تفك كل طلاسم شخصيته الغرائبية. دفع المرأة للعمل اعتداء ظالم على أنوتثها إن كل المجتمعات تنظر إلى المرأة الآن كسلعة ليس إلا.. الشرق ينظر إليها باعتبارها متاعا قابلا للبيع والشراء، والغرب ينظر إليها باعتبارها ليست أنثى. إن دفع المرأة لعمل الرجل هو اعتداء ظالم على أنوثتها التي زودت بها طبيعيا لغرض طبيعي ضروري للحياة.. إذ، إن عمل الرجل يطمس المعالم الجميلة للمرأة التي أرادت لها الخليقة أن تظهر لتؤدي دورا غير دور العمل الذي يناسب غير الإناث..إنه تماما مثل الأزهار التي خلقت لتجذب حبوب اللقاح.. ولتخلف البذور.. ولو طمسناها لانتهى دور النبات في الحياة.. وإنه هو الزخرفة الطبيعية في الفراشة والطيور وبقية إناث الحيوانات لهذا الغرض الحيوي الطبيعي. وإن عمل الرجل إذا قامت به المرأة، فعليها أن تتحول إلى رجل تاركة دورها وجمالها. إن المرأة لها حقوقها كاملة دون أن تجبر على التحول إلى رجل والتخلي عن أنوثتها. إن التركيب الجسماني المختلف طبيعيا بين الرجل والمرأة، يؤدي إلى أن وظائف الأجزاء المختلفة للأنثى عن الذكر مختلفة كذلك.. وهذا يؤدي إلى اختلاف طبيعي نتيجة لاختلاف وظائف الأعضاء المختلفة بين الرجل والمرأة، ويؤدي إلى اختلاف في المزاج والنفس والأعصاب وشكل الجسم.. فالمرأة عطوف.. والمرأة جميلة.. والمرأة سريعة البكاء.. والمرأة تخاف.. وعموما نتيجة للخلقة الطبيعة فالمرأة رقيقة والرجل غليظ. إن تجاهل الفروق الطبيعية بين الرجل والمرأة والخلط بين أدوارهما اتجاه غير حضاري على الإطلاق.. ومضاد لنواميس الطبيعة.. ومهدم للحياة الإنسانية.. وسبب حقيقي في بؤس الحياة الاجتماعية للإنسان. إن المجتمعات الصناعية في هذا العصر التي كيفت المرأة للعمل المادي مثل الرجل على حساب أنوثتها و دورها الطبيعي في الحياة، من الناحية الجمالية و الأمومة والسكينة، هي مجتمعات غير حضارية.. هي مجتمعات مادية.. و ليست متحضرة.. و من الغباء والخطر على الحضارة والإنسانية تقليدها. و هكذا فالمسألة ليست أن تعمل المرأة أو لا تعمل.. فهذا طرح مادي سخيف. فالعمل يجل أن يوفره المجتمع لكل أفراده القادرين عليه والمحتاجين إليه رجالا و نساء. ولكن أن يعمل كل فرد في المجال الذي يناسبه. وألا يضطر تحت العسف إلى أن يعمل ما لا يناسبه. الديكتاتورية أن يجد الأطفال أنفسهم في ظرف عمل الكبار ذلك جور ودكتاتورية. وأن تجد المرأة نفسها في ظرف عمل الرجال ذلك جور ودكتاتورية أيضا. الحرية هي أن يتعلم كل إنسان المعرفة التي تناسبه والتي تؤهله لعمل يناسبه، والدكتاتورية هي أن يتعلم الإنسان معرفة لا تناسبه.. و تقوده إلى عمل لا يناسبه..إن العمل الذي يناسب الرجل ليس دائما هو العمل الذي يناسب المرأة.. والمعرفة التي تناسب الطفل هي المعرفة التي تناسب الكبير. ليس هناك فرق في الحقوق الإنسانية بين الرجل والمرأة، والكبير والصغير.. ولكن ليست ثمة مساواة تامة بينهم فيما يجب أن يقوموا به من واجبات" إذن فقد كانت هذه هي نظرة القذافي للمرأة في " الكتاب الأخضر" ، وملخصها هي أن المرأة كائن رقيق ضعيف يتساوى مع الرجل في الحقوق ولكنه يتميز بالأمومة، وبأنه خلق ليؤدي دوره في الحياة كأم ومربية. والمفارقة هنا أن القذافي في حياته العملية تخلى عن تلك النظرة المحافظة- التي تعد رجعية في نظر البعض- للمرأة واستغلها في مواقع كثيرة لا تليق برقتها وضعفها الذي ذكره.. فاتخذ منها حارسة شخصية، رغم أن هذا عمل وفق " الكتاب الأخضر" لا يليق بالنساء ويهينهن ويخدش رقتهن، ويشغلهن عن وظيفتهن الرئيسية، وهي الأمومة .. وأراد القذافي من نساء ليبيا حماية ثورثه و"الترهبن" من أجلها، اتخذ من أجساد النساء طريقا طويلا مفروشا بالدم والنار..