ربما تعتبر حركةفيمن الحدث الأبرز في الساحة السياسية لكونها شكلا احتجاجيا جديدا تعبر فيه النساءعن تمردهن و رغبتهن في التحرر من كل أنواع العبودية و تأتي هذه الإحتجاجات في سياقالتحولات العالمية و الإقليمية التي تعرفها الإنسانية و التي تعنونت بالمطالبة بالديمقراطية،لكن الأعمق في هذا المسار هو أشكال التطرف التي تتكرر و إن بشكل مختلف و التي تعتبرحركة فيمن من بينها والتحليل هنا مستويين: تعتبر قضية تحررالنساء قضية مجتمعية ترتبط بالسياقات الإقتصادية ،الإجتماعية،السياسية و الثقافية ؛وتحقيق المساواة التامة رهين بتحقيق الديمقراطية لاعتبار أن النساءشريك أساسي في معادلة التغيير، وأن المساواةتلعب دور الحد الفاصل في نوعية الديمقراطية.لذلك فأي تدخل في هذا المجال يجب أن يكونإجابة على جدلية التداخل في كل مستويات مسار الديمقراطية وإلا فإن عزل النضال من أجلحرية النساء يجعل المرأة خارج حلبة الصراع و بذلك فإما أن تهضم حقوقها شكلا و مضموناو إما أن تصبح يافطة تزين دساتير دكتاتوريات العالم.
والثاني يخص أشكال النضال من أجل تحرر النساء،الذييجب أن تعنونه الجرأة لا التطرف لأن الجرأة تقتضي الدفاع عن مطالب النساء الحقيقيةو العادلة التي تتجلى في توزيع الثروات بشكل عادل الحق في الحياة، في التعليم ، فيالصحة، في توفير الشغل ، في التعبير ، في الإنتماء السياسي و ماإلى ذلك من حقوق تحفظللمرأة إنسانيتها و تجعل منها مواطنة مسؤولة تقرر في شأنها العام و الخاص،و أما التطرف فلا يرد إلا بالتطرف و لذلك فالمواجهة الحقيقية لأعداء المرأة هو وضع مطالب النساءفي عمق ميادين التحرير و جعلها المحور الأبرز في المعادلة ،فنحن لسنا بحاجة للتطرفالذي لا يولد إلا العنف و يجعل وهم الإستقرار سلاحا في يد الإستبداد يقنع به المواطنكلما تزلزلت موازين القوى و ربما هذا ما يسمى بدرس المقاومة اللا عنفية الذي رفرف عاليافي موجات الإحتجاج المعاصرة و الذي أثبت أن العقل هو البديل لتطور الإنسانية عوض الأسلحة و الخرافات والعفاريت.و ماهذا المدخل الكلاسيكي إلا تأكيد على أن المدخل الحقيقي للديمقراطية هو المساواة التامة بين جميع المواطنين و المواطنات في جميع الحقوق الإنسانية،و مالتأكيدعلى كلمة الإنسانية إلا تذكير على أن النضال الحقيقي هو النضال من أجل سعادة الإنسان بدون تمييز لا على أساس اللون أو العرق أو العقيدة أو الجنس.فحركة فيمن رغم الدفاععن حرية التعبير من أجلها ،إلا أن الدفاع من أجل احترام الآخر هو أيضا واجب يقتضي مناأن نعطي و نعلم درسا في تدبير الإختلاف و ضمان ممارسة كل الشعائر الدينية و الحق فيالتدين و الإعتقاد في إطار مجتمع دولي و محلي متنوع في العادات و الأعراف و الثقافات لنسمو بثقافة الديمقراطية و حقوق الإنسان عاليا ولنرسم معالم الممارسة الديمقراطيةالفعلية