شن محمد الساسي، أستاذ العلوم السياسية والقيادي بالحزب الاشتراكي الموحد، هجوما شرسا على جهات لم يسمها في الدولة، واتهمها ب"ترهيب الصحافة المستقلة وانعدام الارادة السياسية في التغيير الحقيقي"، كما نقلت "يومية أخبار اليوم" في عددها لنهاية الأسبوع. وقال الساسي إن :تعامل هذه الجهات مع الصحافة المستقلة ينبني على ميثاق عرفي ترفض أن يخرقه الصحافيون، ولا يهمها إن كان الصحفي احترم أخلاقيات المهنة أم لم يحترمها".
وأضاف القيادي اليساري، في ندوة نظمتها بالرباط منظمة حريات الإعلام والتعبير حول مشروع قانون الصحافة، أنه "على الرغم من وجود قانون للصحافة في المغرب، إلا أن العلاقة بين الدولة والصحفيين تنبني على أساس "ميثاق عرفي"، والذي يعوض في غالب الأحيان ميثاق أخلاقيات المهنة المتعارف عليها دوليا، مما يعني أن أية مواجهة بين الدولة وجريدة ما هو بمثابة خرق لهذا الميثاق العرفي". وأشار الساسي إلى أنه:"عندما يهاجمون الصحافة المستقلة يريدون ان تصبح مثل الصحافة الحزبية"، مؤكدا على أن "الدولة تُحرم على الصحافيين أن يكون الملك أو الأمراء موضوع كاريكاتور أو انتقاد، مما يتعارض مع القوانين العالمية لحقوق التعبير". واسترسل الساسي في جرد المواضيع التي ترفض السلطات أن تخوض فيها الصحافة، مشيرا أنه:"يُمنع التعليق النقدي على طقوس تحرك الملك وانتقاد الأمراء وطريقة ظهورهم وكيفية إلقاء الملك لخطبه، كما يمنع فسح المجال أمام السلفيين وبعض التكفيريين وأمام العدل والاحسان والتطرق لمخزنة الاقتصاد والقيام باستطلاع الرأي حول الملك". وتساءل الساسي:"متى سيحين الوقت الذي سيعطي فيه الملك استجوابا للصحافة المغربية؟ وتحظى فيه الصحافة بنفس الاحترام الذي تحظى به في الدول الديمقراطية". وأضاف محمد الساسي في نفس السياق أن ثمة:"مسؤولين من عيارخاص في الدولة يمنع الاقتراب منهم، ويمكن تناول الملكية ولا يمكن تناولهم، لأن بين يديهم مفاتيح الاشهار والاقتصاد بشكل عام".
وذكر الساسي أن "الصحافة المستقلة تتعرض لشتى صنوف المضايقات عندما تتخطى هذه المواثيق العرفية". مردفا أن "بعض القضايا الحساسة لا تكتب عنها الصحافة المستقلة إلا إذا اتفقت مع السلطات العليا على زاوية المعالجة".
مزيدا من التفاصيل تجدونها في يومية "أخبار اليوم" في عددها لنهاية الأسبوع المؤرخة في 7أبريل.