قال محمد شقير، أستاذ العلوم السياسية إن قرار الحكومة السويدية الاعتراف بالجمهورية الوهمية التي أعلنتها «جبهة البوليساريو» من جانب واحد 1976 يظهر قصورا كبيرا في تعاطي الديبلوماسية المغربية مع الموضوع لأنها لم تتوقع هذا الموقف، ولم تعمل على اتخاذ الإجراءات الكفيلة للتعامل مع وتوضيح الصورة لصناع القرار في السويد. شقير أوضح في تصريح ل « فبراير.كوم » أن المسألة ليست في تصويت السويد فقط، بل إنها تتعلق بحرب ديبلوماسية وإعلامية بين المغرب والخصم الجزائري خاصة أن قرار الحكومة السويدية كان متوقعا ولم يكن مفاجئا. وأضاف المتحدث » إنها حرب طويلة المدى، ولهذا فقد كان حريا بالدبلوماسية المغربية أن تضع تصورا على المدى المتوسط والبعيد لتوقع كل الضربات من الخصوم، ومحاولة مزاحمتهم على كل الواجهات خاصة الأوروبية، بدل التعامل بردود أفعال كما يحدث حاليا ». وتابع » هذه الحرب لن تقف عند السويد بل ستتجاوزها لعدة دول، وبالتالي المفروض في الدبلوماسية المغربية وضع استراتيجية شمولية بأجهزتها بمعنى أن السفراء بما فيهم سفير دولة السويد يجب أن يتواجد على جميع الأصعدة ويحاول أن يدافع عن الأطروحة المغربية ويتواصل مع صناع القرار في دولة السويد لكي يواجه أي تحرك من طرف الخصوم ». شقير اعتبر أن الدبلوماسية المغربية لم تتعظ لحد الآن ، لأنه سبق لنفس الموقف أن سُجل في المفوضية الأوربية، ليتم التراجع عنه بعد التحرك المغربي، وقرار السويد يدخل في هذا السياق، « وبالتالي فالدبلوماسية المغربية لا بد أن تضع استراتيجية شمولية احترازية لكي تواجه الخصوم في هذه الحرب الطويلة المدى، وتحرك كل القنوات والأجهزة المغربية بما فيها الدبلوماسية البرلمانية الموازية، مكونات المجتمع المدني ، الأممية الاشتراكية.. وقلل شقير من شأن زيارة الوفد المغربي للسويد على خلفية هذا القرار مشيرا إلى أن هذه الزيارة كانت ستكون ناجعة لو كانت استباقية وليس الآن لأنها تدخل في إطار ردود الأفعال، قبل أن يستدرك « رغم كونها مبادرة محمودة إلا أن الدبلوماسية المغربية الرسمية يجب أن تكون استباقية لقطع الطريق على خصوم الأطروحة الانفصالية ».