نعم، صدق أو لا تصدق، رفاق شباط تجاوزوا كل التوقعات. القرار الذي أعدوه قبل أسبوع لمطالبة القيادة الحزبية بالخروج من الحكومة، والذي وقعه إلى حدود الآن 513 من أعضاء المجلس الوطني للحزب يتهم بعض وزراء حكومة بنكيران بالخيانة العظمى، تابعوا.
يقول مشروع القرار الذي لا يعرف حتى الآن ما إذا سيدرج في جدول أعمال المجلس الوطني أم لا، أن الأسباب التي دفعت رفاق شباط للمطالبة بالخروج من الحكومة هي "انفراد الحكومة بالقرارات المصيرية الكبرى، واستنفاد الحزب للمساطر المؤسساتية لتنبيه الحكومة إلى الوضعية الكارثية التي أوصلت إليها البلاد"، يقول مشروع القرار ويضيف بلغة قوية "وخلط ما يسمى رئيس الحكومة بين مهامه الحزبية ومهماته الحكومية، وتحويل أمين عام ما يدعى بالعدالة والتنمية المجالس الحكومية إلى محاكم تفتيشية".
وليس هذا فقط، بل إن رفاق شباط يصرون على "فشل الحكومة الكامل في جميع المجالات وسياساتها الممنهجة لاستهداف القدرة الشرائية للمغاربة، واحتضان الحكومة للفساد وتشجيعها عليه، وتطاول بعض مكونات الحكومة على قيادة حزب الاستقلال، واتهام حزب الاستقلال بعرقلة العمل الحكومي، وتآمر بعض الوزراء على الوحدة الترابية للبلاد"، فهل يعرف رفاق شباط أن التآمر على الوحدة الترابية شكل من أشكال الخيانة العظمى؟
إنه حلقة جد متقدمة من الصراع الذي تعيشه أغلبية حكومية مهددة بالانشطار في أي احظة، فبعد اتهام شباط لوزير بالسكر العلني في قبة البرلمان، واتهام نصف الحكومة ب"السكايرية"، ها هم رفاق شباط يتهمون وزراء بالتآمر على الوحدة الترابية، فمن يكونوا هؤلاء الوزراء؟ وكيف تآمروا"؟ سؤالين لا بد وأن يرافقا شباط إلى الاجتماع المقبل لقادة الأغلبية إذا ما تقرر الاستمرار في الحكومة!