وفق كل المذكرات التى نشرها جواسيس سابقون فى معظم أنحاء العالم لاسيما الجواسيس الإسرائيليون الذين عملوا ضد مصر والدول العربية تعتبر الصحافة ووسائل الإعلام مصدرا رئيسيا من مصادر المعلومات، كما تعتبر الصحافة ووسائل الإعلام أيضا مصدرا رئيسيا لخدمة العدو فى ترويج الشائعات وضرب الأمن القومى لمصر لصالح العدو، ومع تحول كثير من الصحف ووسائل الإعلام المصرية إلى مزابل تزكم الأنوف وتصيب الإنسان بالاشمئزاز صباح مساء من حيث الفبركة والأكاذيب وتناول أعراض الشرفاء، فقد اكتشفت أن هناك ما هو أخطر من كل ذلك ولا يلتفت إليه كثير من الناس ألا وهو ما تقوم به تلك المزابل الإعلامية من تدمير للأمن القومى المصرى وتنفيذ الخطط الأسرائيلية والأهداف الكبيرة لأعداء الوطن من خلال بثهم للأكاذيب والقصص المفبركة والشائعات التى تمس مصر وأمنها وسيادتها واستقرارها، مستغلين انشغال الناس بالفوضى الداخلية والصراع السياسى القائم فى البلاد، وعلى سبيل المثال لا الحصر. أولا: هناك تحريض مباشر وصريح بل وطلب يومى وإلحاح على الجيش المصرى أن يترك مهمته الرئيسية التى تفرغ لها الآن من حماية أمن البلاد وحدودها وإعادة بناء الجيش حتى يكون قادرا على القيام بدوره الأساسى فى حماية مصر أن يترك هذه المهمة الكبيرة وأن يغادر الثكنات التى قرر العودة إليها بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير ويتولى شئون البلاد وإدارتها مرة أخرى ويقصى الرئيس الذى جاء بإرادة شعبية، من ثم يعود الجيش الاسرائيلى لسطوته التى كان عليها من قبل طيلة تفرغ الجيش للسياسة وهؤلاء الإعلاميون من خدم إسرائيل يستخدمون جميع الوسائل والاساليب لتأليب الجيش على النظام والسلطة والوقيعة بينهما، حتى أصبح الناطق العسكرى يكذب كل يوم الأخبار والشائعات التى يروجها هؤلاء وينسبونها إلى مصادر عسكرية مجهولة لا يستبعد أن تكون إسرائيلية، حتى إن الناطق الرسمى وجه نداء للإعلاميين بألا ينسبوا أى أخبار تمس الجيش إلى ما يسمى بمصادر عسكرية لأن الأمر باختصار يتيح لأعداء مصر ومخربى الأمن القومى بها أن يختفوا وراء تلك المصادر المجهولة.
المثال الثانى: وهو ما أشرت إليه بالأمس التحريض الدائم على حركة حماس التى تدير شئون غزة وسواء أحببناها أو كرهناها فهى التى تدير العمق الاستراتيجى لمصر من البوابة الشمالية الشرقية وتواجه العدو الإسرائيلى، والعمق الاستراتيجى لأى دولة يحتاج إلى سياسة خاصة لحماية الأمن القومى لا تقوم على الحب والكراهية وإنما على المصلحة، وما يقوم به هؤلاء من فبركة وتشويه لحماس هو تدمير للأمن القومى، وخدمة مباشرة لإسرائيل.
المثال الثالث: هو تسعير الأزمة بين مؤسسة القضاء والنيابة والرئاسة مما يؤدى إلى أزمة فى العلاقة بين السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية وهذا يعنى دفع البلاد لحالة من الشلل والعجز والصراع الداخلى بما يقزم الدور المصرى ويزكى الصراع ويعطل مصالح الناس ويشوه الثورة.
المثال الرابع: هو تشجيع المتمردين من حملة السلاح وقطاع الطرق ممن يدعون أنهم ثوريون ومهاجمة النيابة والقضاء التى تلاحقهم بتهمة مخالفة القانون، حتى أصبح حمل هؤلاء للسلاح مباحا وتعطليهم مصالح الناس ثورة، وقطعهم للطرق بطولة.
إن ما يقوم به هؤلاء الذين يدعون أنهم إعلاميون بما فيهم رؤساء تحرير صحف ومجلات حكومية يتقاضون رواتبهم من جيوب الشعب من تدمير وتخريب للأمن القومى المصرى هو جريمة أكبر بكثير من قضايا السب والقذف التى تمتلئ بها ساحات المحاكم وإنى أناشد كل مصرى غيور على وطنه يحب بلده أن يسعى لتحريك قضايا ضد هؤلاء الصحفيين والإعلاميين المرتزقة بتهم الخيانة والإضرار بالأمن القومى المصرى، وسأكون أول من يفعل ذلك وقد طلبت من أحد كبار المحامين فى مصر تحريك قضية إضرار بالأمن القومى ضد أحد رؤساء تحرير المجلات الحكومية الفاشلة بعدما دأب على نشر موضوعات مفبركة وكاذبة أضرت بالأمن القومى المصرى وخدمت إسرائيل وأمنها ومصالحها، إن للوطن حرمة وقدسية، وللأمن القومى سياجا كلنا يجب أن نحميه وليس أجهزة الدولة فحسب، وللمهنية قواعد من يخرج عنها يجب أن تتم تعريته وتقديمه على حقيقته للناس، إن حماية الوطن وأمنه مسئولية الجميع وليس الأجهزة الرسمية فقط.. ألا هل بلغت.