فى أجواء سياسية وإعلامية مضطربة بعد الاعلان عن اغتيال أسامة بن لادن ، وبعد سلسلة من ثورات ال C.I.A ، نحتاج إلى وقفة لنتأمل ، وذلك لأنك أينما أممت وجهك وجدت فوضى واضطرابات سواء فى الأحداث أو فى تحليلها ، فمن صحفى سورى جاهل وطائفى يكتب فى صحافتنا عن (العلويين) ، فيثير فيما يكتب النعرات المذهبية التى يكرهها السوريون الأصلاء وليس العملاء من أمثال سيادته ، إلى من يسمى نفسه خبير استراتيجى أو أستاذ علوم سياسية جاهل ومندفع يكتب فى (المصرى اليوم) باعتبار ما يجرى فى سوريا وليبيا ثورة ، إلى سفير ليبى سابق فى الصومال يبرر الاحتلال والعمالة للأجنبى وللقطرى ، بأن القذافى مستبد ، وإذا سألته أين كنت أيها المناضل (الأمريكانى) طيلة ال 42 عاماً فيصمت صمت الحملان غير الجميل وغير اللائق بالثوار !! ، إلى صحفى بالأهرام كان يقف على أبواب سعد الحريرى والأحزاب اللبنانية الأخرى ، ينتظر العطايا عندما كان مديراً لمكتب صحيفته فى بيروت ،وهى ذات العطايا التى كان ينتظرها من السوريين فى بيروت أو من محسن بلال وزير الإعلام السورى عندما يلتقيه ، هذا الصحفى يطالبنا هو وغيره بأن نؤيد ثورة عملاء ال C.I.A فى ليبيا وسوريا ، وأن نساويها فوراً بالثورة المصرية النظيفة وغير الملوثة بالعمالة ، وإلا لما كنا (ثوار) ، وبأن نؤيد كل ما يلمع أو يدعى الاحتجاج رغم أن كل ما يلمع ليس ثورة ، بل أحياناً عمالة ، وعمالة رخيصة جداً ، وأن الثورة الوحيدة فى المنطقة هى الثورة المصرية والتونسية ، وما عداهما عليه عشرات من علامات الاستفهام ، وبالتالى لا ينبغى أن نؤيده أبداً ، لأنه صناعة ال C.I.A ؛ وبالتحديد ما يجرى فى سوريا وليبيا ؛ وخاصة إذا دخلت عليه (الجزيرة) وقطر ، ذات العلاقات الدافئة مع العدوين الصهيونى والأمريكى . ووسط هذا جميعه ، نسى الجميع ممن ذكرتهم (كتاب - خبراء - وسفراء) ، وتجاهل قنبلة لونا الشبل ، مذيعة قناة (الجزيرة) التى استقالت منها احتجاجاً على أكبر عملية فبركة وتزوير للحقائق بشأن ما يجرى فى سوريا وليبيا والبلاد العربية التى شهدت ما يسمى خطأ بالثورات. وهنا دعونا نسأل : لا أدرى لماذا تجاهل اعلامنا خاصة الفضائيات وبعض الصحف الرسمية والخاصة التى صدعت رؤوسنا خلال الفترة الماضية بالحديث عن الثورات العربية وأولئك المدعين الذين أشرنا إليهم ؛ شهادة الإعلامية السورية (لونا الشبل) التى كانت تعمل فى الجزيرة واستقالت منها احتجاجاً على الدور المشبوه لهذه القناة فى تفكيك الدول العربية ، وليس اسقاط الأنظمة المستبدة – كما تروج عن نفسها أو يروج لها أنصاف المثقفين ... لماذا؟ إن لونا الشبل إعلامية سورية عملت ب (الجزيرة) لسنوات، وهى مشهود لها بالكفاءة والمهنية وعدم الغرض فيما تقوله ، وتجاهل شهادتها المهمة التى قدمتها على شاشة الفضائية السورية الأسبوع الماضى، يدخل ضمن حملة التآمر على سوريا ، والتى تديرها واشنطن وتل أبيب وشركائهما فى المنطقة (قطر والرياض) وسماسرة الثورات المغشوشة فى بلادنا إن (لونا الشبل) كشفت فى شهادتها عن وجود تآمر إعلامى واسع النطاق ، وبأحدث الوسائل التقنية تقوم به العديد من وسائل الإعلام التابعة لل C.I.A فى المنطقة وفى مقدمتها قناة (الجزيرة) للمساهمة فى إشاعة الفوضى والقلاقل فى العديد من البلاد العربية مثل (مصر) والآن (سوريا) وأن ثمة غرفة تسمى (بالغرفة السوداء) داخل استديوهات (الجزيرة) لفبركة الأخبار والأحداث ضد الدول العربية المتماسكة بهدف تفكيكها ، وتأتى سوريا فى طليعتها ، خدمة لإسرائيل وأمريكا ، قبل أن نستمع إلى شهادة لونا الشبل التى تجاهلتها فضائياتنا واعلامنا المدجن دعونا نؤكد على بعض الحقائق !! . لقد كان لدور بعض الفضائيات العربية فى اغتيال أسامة بن لادن ، تأثير كبير لدى الرأى العام العربى ، فى محاولة تتبع المسكوت عنه فى الأدوار الخبيثة لهذه الفضائيات وأنها لم تعد فقط وسائل إعلام لنقل الخبر ، بل معامل مخابراتية لفبركة الخبر وصناعة الحدث بما يخدم على مخططات أكبر تتصل بتفكيك دولنا وإعادة تركيبها وظيفياً وسياسياً وديمجرافياً بما يخدم على واشنطن وتل أبيب ، وتنطلق هذه الفضائيات فى وظيفتها تلك من وظيفة محددة لدولها هى وظيفة الدول(العميلة) والتى إن لم تقم بذلك فسيتم الاستغناء عنها بما يعنى ذلك من تهديد لأسر الحكم بها فى هذا السياق جاءت شهادة الإعلامية السورية (لونا الشبل) عن الدور المشبوه الذى لعبته (قناة الجزيرة) فى تفكيك الدول العربية ، وليست فى إسقاط الأنظمة ، وكله باسم الثورات ، والثورات مما جرى براء ، ودعونا نستمع لشهادة لونا الشبل عن دور الجزيرة فى تفكيك سوريا خدمة لإسرائيل ، قالت : [ إن الإطاحة بنظام الأسد هو مخطط موجود منذ أيام جورج بوش وأن دول الخليج خائفة من الحلف الإيرانى – السورى ، وتمول وسائل الإعلام الموجه لنسف هذا الحلف ، كما طالبت الشبل بعض دول الخليج بعدم تعليم سوريا معانى الديمقراطية خصوصاً تلك التى لا يوجد فيها مجلس شعب أو نواب (مثل قطر) ، كما انتقدت لونا من وصفته باستهزاء (المفكر العربى) دون أن تذكر اسمه واكتفت بالابتسامة الساخرة ، (وهى تقصد عضو الكنيست السابق د. عزمى بشارة الذى يعمل الآن بالأجرة لدى قناة الجزيرة وأمير قطر) مثله مثل عميد جيش مصرى متقاعد اسمه أبو هيبة وآخر اسمه صفوت الزيات والذين منظرهما وهما ينظران بخيانة لعمليات العملاء فى ليبيا يجعلنا نرثى لهم ونحزن أن بالجيش المصرى مثلهما ممن حول العسكرية المصرية المحترمة إلى ركوبة لحلف الأطلسى المعادى للعروبة وللإسلام !! . وقد أطلت الإعلامية السورية المستقيلة من قناة " الجزيرة " فى برنامج " لقاء خاص " لتكشف من خلاله عن حقائق إعلامية وصفها البعض بالغرفة السوداء فى قناة " الجزيرة " حول ما تبثه من تقارير مصورة ، وتنقله من أخبار عن الأحداث فى سوريا ، أغلبها مفبرك ، بحيث لا تحترم هذه القناة المصداقية والحرفية الإعلامية فى نقل الأخبار خدمة لبعض المخططات السياسية التى يدرس لها منذ أيام جورج بوش وتونى بلير ، والهدف منها إسقاط النظام السورى وليس تحسينه ، حيث أكدت " الشبل" أن الهجمة الإعلامية على سوريا بدأت منذ سنوات داخل القناة التى تسلحت بقاعدة بث خمسة أخبار صحيحة مقابل خبر واحد خاطىء لتصبح على مدار السنوات على قدر كبير من المصداقية لدى المشاهدين . كما تطرقت فى حديثها إلى وثائق" ويكيليكس " التى تخص قناة " الجزيرة " حيث أكدت تلك الوثائق أن وزير الخارجية القطرى ورئيس الوزراء (حمد بن جاسم) عبر عن اهتمام قطر بإزاحة النظام المصرى، على أن تلعب الجزيرة دوراً مهماً فى هذه العملية ، طبقاً للوثائق ، وهو ما جرى فعلاً حسب قولها . وأشارت إلى أن العديد من الصحف ووكالات الأنباء تتعامل مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية C.I.A وبعض موظفى تلك الصحف والوكالات هم جواسيس يتخذون الصحافة غطاءً ، كما يتخذون صفة المحللين السياسيين نقاباً يخفون من خلاله وجههم الحقيقى . وقالت إن قناة" الجزيرة " التى دخلتها منذ سنوات هى غير قناة "الجزيرة" الموجودة حالياً مشيرة إلى أن ميثاق الشرف الموجود فى القناة لا يعمل به حالياً،إنما الأمور تمشى وفق أجندات سياسية تنفذها مخططات إعلامية،وما تقوم به "الجزيرة" هو عمل ممنهج لتدمير وتفكيك البلاد العربية وضربت مثالاً لما جرى فى كل من مصر وليبيا والسودان،والآن سوريا. وحول الصور التى تبثها الفضائيات عن المظاهرات فى سوريا ، أكدت لونا الشبل وجود رف"سوداء" فى فضائية (الجزيرة) تقوم بعمل مونتاج على تلك الأفلام لتوحى بأنها من داخل سوريا ، واستعانت " الشبل " بمقطع الفيديو الذى أظهر عناصر أمن يقومون بضرب الناس فى قرية "البيضا" كمثال للدلالة على أن هناك عملية مونتاج تمت بحرفية عالية لتوحى بأن عناصر الأمن تقوم بتلك الأفعال) وهو الأمر الذى ثبت عدم صحته . ترى ما رأى السادة الزملاء ، من إعلاميينا الذين يسيل لعابهم خلف قناة (الجزيرة) وقناة (العبرية) أقصد (العربية) حتى يظهروا فيها ولو للقطة واحدة حتى لو كان الثمن هو الصمت على الدور المشبوه لهذه الفضائيات فى تفكيك الأوطان .. وليس إسقاط الأنظمة كما يدعون؟ ما رأيهم فيما قالته (لونا الشبل) وهى شاهد من أهلها ، يعنى شهادتها شهادة حق ، وليست شهادة مجروحة ؟ وهل يستفيقون قليلاً ، ويبتعدون عن قنوات ال C.I.A ، تلك ولا يعتمدون فى تحديد خياراتهم من (ثورات) المنطقة بناء على خطاب إعلامى مشوه ومشبوه مثل خطاب الجزيرة ؟ وهل يشاركون معنا فى كشف الدور الخبيث لفضائيات وثوار ال C.I.A فى تفكيك البلاد العربية ، لخدمة تل أبيب وواشنطن ؟ نتمنى .. وننتظر !!