في الوقت الذي كانت الدعاية الانتخابية تقتصر فقط على التلفزيون واذاعات الراديو والملصقات التي تلصق على جدران الشوارع، اتجهت اليوم جل الأحزاب السياسية إلى العالم الافتراضي، للترويج لبرامجها الانتخابية والدعاية لمرشخيها مع اقتراب موعد الانتخابات الجماعية. و تعد هذه المرة الأولى، التي تركز فيها الأحزاب السياسية على شبكات التواصل الاجتماعي، (و بالضبط الفايسبوك)، بعدما اقتنعت هذه الأخيرة بالأدوار الحاسمة التي أضحى يلعبها الفايسبوك، زد على ذلك أن فئة عريضة من المغاربة تقبل اليوم على « الجمهورية الزرقاء »، خاصة داخل أوساط الشباب الذي لا يقبل كثيراً على السياسة… امحند العنصر ، شرفات أفيلال ، مصطفى الخلفي، حكيمة الحيطي، صلاح الدين مزوار، عبد القادر اعمارة و غيرهم من البرلمانيين و الوزراء و قادة الأحزاب السياسية يتوفرون اليوم على حسابات شخصية، أو على صفحات رسممية، يتواصلون من خلالها مع رواد ، من أجل استقطاب أكبر عدد ممكن من المتابعين ، عبر الإجابة على تساؤلاتهم كما يفعل كل من عزيز الرباح أو نجيب بوليف، أو من خلال تقاسم بعض الصور البعيدة عن البروتوكولات، كما تفعل شرفات أفيلال و حكيمة الحيطي، وحتى رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران الذي اقتنع مؤخراً بضرورة الانضمام إلى الفايسبوك… و لعل الشيء الإيجابي في شبكات التواصل الاجتماعي، هو أن رواد هذه الشبكات على اطلاع دائم بالمستجدات على حائطهم، وهو الشيء الذي تراهن عليه الأحزاب السياسية، زد على ذلك أن الأحزاب تعول على استقطاب أكبر عدد من الشباب، على اعتبار انهم الفئة « الأكثر التزاما » على متابعة مستجدات بروفايلاتهم… و في الوقت الذي تجد فيه الأحزاب السياسية نفسها « مقيدة » بكوطا تحددها الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، من أجل الحصول على فترة زمنية محددة على التلفزيونات الرسمية، تبقى شبكات التواصل الاجتماعي، مجالا حرا و مفتوحا يسهل على الأحزاب السياسية، عميلة الدعاية الانتخابية، استعدادا لموعد توجه المواطنين إلى صناديق الاقتراع…