الهدف ليس العبث بقبر الراحل إدريس بنزكري بل العبث بتاريخ كامل من طرف من لم يشارك في صنعه هل زرت موقع القبر بآيت واحي بعد الحادث؟ نعم زرته بعد ظهر أمس الأربعاء فاتح ماي... ما الذي لاحظته؟ لاحظت التدمير الذي لحق بالشاهدة طبعا. وعاينت إلى جانب أفراد أسرته المفجوعة بقايا آجر البناء (briques) ذي اللون الرمادي المتناثرة حول القبر والتي لا يمكن أن تكون قد تناثرت إلا فعل ضربات قوية على الشاهدة. ورأيت الصور التي التقطها الأسرة مباشرة بعد اكتشاف البشاعة... إذا تأكد هذا الاحتمال، فسيكون الأمر عبارة عن جريمة بشعة ومنحطة. على المسؤولين العمل على إجلاء الأمر بالسرعة المطلوبة. لكي نعلم هل هناك من يريد المساس، على بعد أسابيع من ذكرى رحيله، بالرمزية التاريخية للرجل. من يريد أن يجهز على القيم التي من أجلها عاش ومات إدريس بنزكري؟ هل للأمر دلالات ما حسب رأيك؟ من يعرف الرجل ودوره في مسار المصالحة والعدالة الانتقالية، ناهيك عن كفاحه السياسي منذ ستينات القرن الماضي، يستنتج بسهولة أن مسار بنزكري مستهدف بمثل هذا العمل. هو تاريخ كامل يراد الإجهاز عليه. هو نوع من محاولة القتل المعنوي باعتبار القوة الرمزية لشخصية إدريس. القتل المعنوي أساسا للنافذة التاريخية المتمثلة في تجربة هيأة الإنصاف والمصالحة التي لم يكن للمصالحة السياسية أن تكتمل من دونها. من لم يقدم الثمن الباهظ للديمقراطية ومن لم يساهم في مجهود المصالحة، هم من ينزعجون من إرث كهذا ومن عمل تاريخي يتم وهم شاردون عنه. محو الاجماع على إدريس بنزكري ومبادئه وتضحياته وروحة السمحة والمتسامحة. هذا هو المستهدف. وعلى كل حال فالحقد والضغينة – وهي أبعد ما كان عن قلب إدريس – هي عناوين الفعل الإجرامي الرث التي يمكن أن تحركه وتحرك أمثاله. الهدف هو وأد فكرة أن يكون المغاربة يدا واحدة من خلال مصالحة تاريخية. وأد احتمال أن نعيش وسط مجتمع متسامح مع كل أبنائه. والآن؟ المطروح فتح تحقيق سريع وجدي يكشف خفايا الأمر. وإيقاف ما يتم تقديمه لحد الساعة من افتراضات شبه رسمية من مثل أن الأمر من فعل "دابة" جانحة في المقبرة. العائلة والمناضلون والضمير الجماعي ينتظر نتائج التحقيق...