حاورته بشرى الضو عن إذاعة أصوات - هل فاجأتك تصريحات السيد حسن الكتاني في حق السيد أحمد عصيد؟ - صراحة كنت أحتمل صدور أمثالها، لكن ليس من طرفه... - ما الذي فاجأك فيها؟ - حدتها وتهجمها على شخص السيد أحمد عصيد. ما دام السيد حسن الكتاني اختار الرد كنت أنتظر مقارعة الحجة بالحجة إيمانا مني بأن للدين ربا يحميه لا العكس أي أن نتجرأ على اعتبار أنفسنا حماة للخالق... - لكن السيد عصيد يتناول قضايا حساسة جدا... - هذا من حقه وعلى من يخالفه الرأي أن يجادله ويحاول هزمه فكريا، لا ردعه وتأليب الناس عليه، لا أن يستعمل عبارات مسيئة بل وتحريضية خطيرة مثل كافر، ملحد، مجرم، ملعون، بل وتتضمن إيحاءات مريبة تسقط تحت طائلة القانون... تريثت وانتظرت تكذيبا للأمر قبل أن أجيب على أسئلة الصحافة، لكن للأسف لم يصدر شيء من هذا القبيل... - هل من حق عصيد أن يجتهد على المنوال الذي نراه؟ - عصيد ليس مدعيا أو طارئا على المشهد الثقافي والفكري والجمعوي... إنه شاعر وباحث مجدد ومناضل جمعوي وعضو في مؤسسة وطنية مرجعية وممارس للتراث المغربي الأصيل...الخ وحتى لو كان الأمر مختلفا، أي متعلقا بمواطن بغير هذه المواصفات، فليس من حق أحد أن يتهجم عليه. في أمور الدنيا الحساب أمام القانون هنا والآن أما في أمور الدين فالحساب أمام الله غدا وليس لأحد أن يدعي النيابة عن الخالق... وعلى ذكر القانون وهنا والآن، فعصيد كان في مقدمة المطالبين بإطلاق سراح حسن الكتاني ورفاقه يوم كانوا سجناء، رغم معرفته بالاختلافات الكبيرة بينهما، مثلما فعل آخرون وأخريات من مواقع المسؤولية الإدارية والمؤسساتية والجمعوية، وهو موقف نبيل لا يصدر إلا عن أنفس نبيلة.. - وهل للأمر ارتباط بالتطورات السياسية في البلاد؟ - طبعا وبالضرورة وإن لم تكن مبيتة. الناس تكتشف بالتدريج خواء ادعاء امتلاك الحقيقة الدينية في السياسة، وهم يرون ما يجري تحت مسؤولية الحزب الحاكم. لا بد أن مبادرات مثل هذه تصب في معاودة الروح لاستغلال الاسلام في المجال السياسي... - هل لما جرى علاقة بفتوى المجلس العلمي المتعلقة بقتل المرتد؟ - أعتقد أن هذه المواقف يغذي بعضها البعض. إنها بالمناسبة فتوى مسيئة للإسلام وللمغرب وللفكر على العموم... - هل تنتظر تحرك الحكومة؟ - ... ننتظر؟ لننتظر! - وموقفك؟ - واضح. أضم صوتي لأصوات المجتمع المدني المتواترة لحماية أحمد عصيد ولرفض الدعوات التكفيرية من أي جهة كانت... وأعتقد أن دور المفكرين والمثقفين مطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى...