وجه متشدّد ينحدر من أصل مغربي وحامل للجنسية البلجيكية، خطابا قاسيا إلى رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، في خرجة إعلامية مثيرة بالصرت والصوة. قدم نفسه بأبو عمران، وبلغة حرص فيها على السجع قال:هذه رسالة ابو عمران إلى عبد الاله بنكيران". وفي الرسالة السمعية-البصرية يصف ابو عمران عبد الاله بنكيران برئيس الحكومة الذي باع دينه من أجل دنياه، بقبوله اللعبة الديمقراطية وتوليه رئاسة الحكومة. ويتعلّق الأمر بفؤاد بلقاسم، المعروف باسم "أبو عمران"، المطلوب من طرف المغرب عبر مذكرة بحث دولية، تتهمه بالاتجار في المخدرات. فيما كان القضاء البلجيكي قد أدانه السنة الماضية بتهمة إشاعة الكراهية والتحريض على احد الأحزاب البلجيكية وإشادته بالإرهاب. وحينها ظل أمر تجريده من الجنسية البلجيكية عالقا، حيث لم يبث فيه القضاء البلجيكي، ليبقى أمر تسليمه للمغرب بدوره عالقا. "أبو عمران" خاطب رئيس الحكومة متوعدا إياه بالوقوف ضده يوم القيامة وبتنكّر جميع من يحيطون به اليوم في الحكومة والحزب عند "الحساب"، "لأنني بلغتك نصيحتي فلم تقبلها.. وسوف تقول يا الله أرجعني إلى الدنيا... لكن هيهات هيهات.. فالله كتب أننا لن نرجع إلى الدنيا...". إنها الخطوة التي فسّرها الباحث المتخصص، محمد ضريف، بوجود أصوات من داخل التيار السلفي الجهادي، ترفض الطريقة التي اختارتها الدولة المغربية للمصالحة مع هذا التيار. وقال في تصريح له مع يومية "أخبار اليوم" في عددهال الصادر يوم الثلاثاء 21 مارس 2012:"إن علينا أن ننتظر بيانات وأشرطة من هذا القبيل، من داخل وخارج المغرب، باعتبار ان هناك من لهم تصور سياسي خاص، يدعو إلى القطع مع ما يسمونه الطاغوت وإقامة الدولة الإسلامية". وأضاف ضريف أن اسم فؤاد بلقاسم متداول بشكل واسع في أوربا، "والسلطات البلجيكية تعرف عنه الكثير لأنه حوكم أمام قضائها باعتباره متطرفا يحمل أفكارا متشددة، وأحد رموز التكفيريين هناك، لكن القانون يحميه لأنه يحمل الجنسية البلجيكية". كما أوضح ضريف أن اسم فؤاد بلقاسم أثير في حادث إحراق مسجد "الرضا" ببلجيكا الأسبوع الماضي، وهو الحادث الذي توفي فيه الإمام الشيعي المنحدر من أصل مغربي عبد الله دادو. الشريط الذي يعود تاريخ بثّه في موقع "يوتوب" العالمي إلى يوم الأربعاء 13 مارس الجاري، يستهله "أبو عمران" بالقول "هذه رسالة إلى رئيس الحكومة بالمغرب، المنتخب الجديد، الذي يسمى عبد الإله بنكيران". ونبّه صاحب الشريط من الوهلة الأولى، أنه لم يسجل الشريط لكي يجامل رئيس الحكومة المغربية، "فيا عبد الإله، اسمك عبدا للإله، فهل أنت عبد للإله حقا؟ وأول ما رأيناه منك عندما فزت في الانتخابات، كان اول عمل قمت به هو الركوع لمحمد السادس.. ألا تستحي يا بنكيران وأنت تركع لغير الله؟". من ثم ينتقل فؤاد بلقاسم لتقديم ما أسماه نصيحة بعبد الإله ابنك كيران، قائلا له:"اتق الله وتب إلى الله ولا تركع إلا لله جل في علاه.."، وأضاف صاحب الشريط أن رئيس الحكومة المغربية بعيد كل البعد عن شريعة الرحمان، "رغم أنه ينتمي إلى الحزب الذي يدعي انه إسلامي، الحزب الذي دوّخ الكثير من العلمانيين. لكن هل أنت إسلامي حقا؟ وكيف لتلك الفاجرة الزنديقة جينفير لوبيز تأتي إلى المغرب وتأخذ الملايين من الدراهم من الشعب المغربي، وغيريتس، مدرب لفرقة كرة، أخذ أكثر من 370 مليون مغربية والشعب يموت في الشوارع والبحار وأنت تقول إنك تحارب الفساد...". وتساءل "أبو عمران" إذا كان عبد الإله ابن كيران إسلاميا حقا، "لماذا سكتت عن الخمر وبيعها؟... لماذا سكتت عن مصيبة عظيمة وشوهة شوهت صورة المغاربة في العالم؟ أما علمت يا بنكيران أن المغرب أصبح رقم واحد في العالم في السياحة الجنسية؟". وطالب "أبو عمران" ابن كيران بفتح ملفات تفجيرات 16 ماي 2003 بالدار البيضاء، وملف تفجير مقهى أركانة بمراكش السنة الماضية، متهما أطرافا مغربية بالوقوف وراءها، وأن السلفيين الذين اعتقلوا على خلفية هذه الأحداث أبرياء منها. ودعا الشريط رئيس الحكومة بالكشف عمن يقف وراء تلك العمليات، مستشهدا بزعيم القاعدة في المغرب الإسلامي، مصعب عبد الودود، الذي تبرأ منها. المتطرف المغربي البلجيكي.. هاجم حزب رئيس الحكومة، واعتبره أبعد ما يكون عن العدالة والتنمية. وهاجم ابن كيران شخصيا، وقارن بينه وبين قصة خادم نصراني قال إنه كان يعمل عند عمر بن الخطاب، فدعاه هذا الأخير إلى الإسلام، فرفض وتشبّث بدينه وعقيدته. وذهب فؤاد بلقاسم إلى أن زعماء حزب العدالة والتنمية كانوا على علم مسبق بأنه سيفوزون بالانتخابات الأخيرة. واتهم بنكيران بعدم الثبات على الدين داعيا إياه إلى اتقاء الله، "فوالله إن هدايتك أحب إلي من هلاكك، وهداية حزبك أحب إلي من هلاكهم، فاتق الله وهذه نصيحة مشفق بك لأنك بعت دينك بعرض من الدنيا والمصيبة كل المصيبة أنك ما بعت دينك بدنياك، بل بعتبه بدنيا غيرك والعياذ بالله". وضرب "أبو عمران" لبنكيران المثل بالقذافي وبنعلي ومبارك، قائلا له إن ملك هؤلاء لم يدم.." فهل تظن أن البصري كان يعرف أنه سينتهي مطاردا في باريس؟"، داعيا إياه إلى التبرؤ من الديمقراطية والعلمانية.