اعتبرت فدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة أن متابعة شابتين من إنزكان، بسبب اللباس، والاعتداء على زوجة من قبل زوجها في الشارع العام بالبيضاء، من المظاهر القوية لعودة العنف المؤسساتي ومساس بارز للحقوق والحريات الفردية للنساء. وعبرت فدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة عن قلقها الكبير من تداعيات استمرار العنف بشتى أنواعه ضد النساء، والهجوم البارز على حقوق وحريات النساء في الفضاء العام على وجه التحديد خلال المدة الأخيرة. وذلك من خلال متابعة النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بإنزكان لشابتين بسبب لباسهما، بعد محاصرتهما من طرف بعض الأشخاص، واقتيادهم إلى مخفر الشرطة، والضغط من خلال تجمهر أمامه من أجل اعتقال الشابتين، وهو ما أقدمت عليه الجهات الأمنية التي قامت بإنجاز محضر لهما واعتقلتهما لمدة 24 ساعة، قبل أن تقرر النيابة العامة متابعتهما في حالة سراح بتهمة » الإخلال العلني بالحياء » وتحديد أول جلسة يوم 6 يوليوز المقبل. كما أشارت الفدرالية إلى الاعتداء الشنيع لزوج على زوجته بالضرب، ومختلف أنواع العنف، في الشارع العام وأمام الملأ، دون أن تتدخل الشرطة في هذه النازلة. ونددت فدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة بمحاصرة شابتي انزكان من قبل من يفوضون أنفسهم وكلاء على الأخلاق والقيم، وهو ما لم يشهده المغرب حتى في سنوات غابرة، بل أن العكس هو الصحيح وأن ملابس النساء والشبات والفتيات المغربيات كان دائما ملائما ومنفتحتا ومقبولا شكلا ومضمونا داخل المجتمع . واعتبرت أن هذه الوقائع تعد انتكاسة في وجه التقدم الذي راكمته وأحرزته الحركة الديمقراطية الحقوقية والنسائية ومعاكسا لدستور 2011 الذي يكرس عدد من الحقوق والحريات الفردية ويحظر التمييز بين النساء والرجال في كافة المجالات. وعبرت عن استغرابها الكبير لتدخل الجهات الأمنية واعتقال ومتابعة الشابتين عوض القيام بذلك اتجاه المعتدين والمحرضين والماسين بكرامة الشابتين في حين التزمت الصمت ولم تتدخل في ملف اعتداء الزوج على زوجته بالضرب أمام الملأ .. مشيرة إلى استعدادها للحضور إلى جانب الشابتين للمؤازرة ودعما لهما أمام القضاء وأمام وسائل الإعلام دفاعا عن الكرامة و الحرية و الديمقراطية وحقوق الإنسان في هذا البلد. ودعت، في الأخير، كل الجهات المعنية إلى التحلي باليقظة ضد هذه التراجعات المجتمعية الخطيرة والعنف المؤسساتي لبعض الجهات و المتمثل في مجاراة ضغط بعض المحرضين من أجل الدوس على حقوق وكرامة النساء ، والتكتل من أجل فضح كل هذه المظاهر ووقفها إنصافا للضحايا من النساء.