ردت الحركات النسائية على الفقيه أحمد الريسوني القيادي السابق في حركة التوحيد والإصلاح اثر إصداره مقالة جديدة تستبيح القدح في النساء الحداثيات بمختلف النعوت والأوصاف الدونية، سيما وأنه يأتي في ظرفية تم فيها الترويج من بعض المهرجين في الفيديوهات عبر اليوتيب لصور تنتهك حرمة النساء وتلحقهن بمختلف أنواع الأذى المعنوي واللفظي، محملة الحكومة مسؤولية هذا الانحدار بوقوفها وقوف المتفرج أمام هذه الأحداث المتتالية، كما طالبت بالمتابعة القضائية للمحرضين على التحرش الجنسي والعنف والتمييز ضد النساء باعتبارها جرائم تنتهك حقوق الإنسان وتخرق الدستور المغربي وتستغل الدين الإسلامي لتبرير العنف تجاه المرأة . إلى ذلك أكدت بشرى عبدوه عضو فيدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، أن قضية الإساءة للمرأة بالمجتمع المغربي ما تزال مستمرة وممنهجة حتى ممن هم على قدر من المستوى العلمي والديني وأنه من المفروض الاستوصاء بالنساء خيرا وبإزالة الحيف عنهم، كون الإسلام كرم المرأة أحسن تكريم وينبغي صون هذا المكسب، مضيفة في تصريحها ل"رسالة الأمة" أن الفدرالية تستنكر كل الممارسات التي تقلل من قيمة المرأة ومكانتها. واعتبرت فيدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة هذا التوارد الذي ينزل فيه "الفقيه الموقر" إلى مستوى"مول الكاسكيطا" و"الشيخ سار" يعني أن الأمر ناتج عن تخطيط مسبق، وأن هؤلاء جميعا أصحاب الفتنة سائرون على درب زند العنف الاجتماعي في محاولات يائسة لتوجيه تأثيرات الضغط الاجتماعي و ما يرافقها من إحباط و خوف من المستقبل لدى الشباب بخلق حالة من الهستيريا الجماعية لا شغل و لا تفكيرلها سوى أجساد النساء عوض الاهتمام بقضايا التنمية و بالبرامج والممارسة السياسية و مدى التزامها بالوعود واستجابتها لتطلعات الشباب والشابات في مجتمع يصون الكرامة ويضمن المساواة و الحرية والعدالة الاجتماعية لكل مكوناته وبدون تمييز، حسب بلاغ الفيدرالية، الذي توصلت"رسالة الأمة " بنسخة منه. وترى الفيدرالية في هذه الهجمة البدائية الموجهة ضد المدافعات و المدافعين على الحقوق الإنسانية للنساء تكريسا مع قرب كل حملة انتخابية في المغرب لاستعمال الشعوذة والخرافات بإضفاء القدسية الدينية مجددا على النماذج والعقليات التي ما زالت تحن إلى زمن العبودية والحريم و التي لا ترى في النساء سوى أدوات للمتعة والإنجاب، و إن هذه الممارسة لا تستقيم إلا من أجل غايات محددة من بينها رغبة أصحابها في تحويل انتباه المجتمع المغربي عن قضاياه الكبرى الحقيقية في مجال السياسات الاجتماعية والتنمية الاقتصادية. و جددت الفدرالية استنكارها للحملة المسعورة التي يشنها كل أدعياء المشيخة والإفتاء والمشعوذين، والتي تستهدف كرامة النساء وحرمتهن الشخصية ، وتتهجم على الجمعيات الحقوقية والنسائية وتنعت المناضلات النسائيات بالنعوت البذيئة، في تحريض معلن على العنف ضدهن والمساس بسمعتهن.