أفاد مصدر من مدينة أكادير أن حوالي 10 شباب حاصروا شابين اثنين، اعتقدوا أنهما قد يكونان مثليين، في إحدى المقاهي في وسط المدينة، ليلة الاثنين الثلاثاء، في إعادة لسيناريو محاصرة سلفيين لطالبتين بمؤسسة للحلاقة، بداعي أنهما يرتديانت تياب « غير محتشمة »، وذلك في سوق ثلاثاء إنزكان، الأسبوع الماضي. وأشار المصدر إلى أن حوالي 10 شباب تربصوا بشابين بالقرب من مقهى « لافونتين »، بجوار غرفة التجارة والصناعة في أكادير، شكوا في كونهما مثليين، وظل الشابان في المقهى خوفا من أي مكروه قد يطالهما من المتربصين بهما، قبل أن يتدخل نادل بالمقهى ويستقدم سيارة أجرة لنقل الشابين، اللذين وجدا صعوبة في الخروج من المقهى وامتطاء سيارة الأجرة، التي لم تسلم من بطش المتربصين. يذكر أن المصالح الأمنية بإنزكان سبق أن أوقفت طالبتين بمعهد متخصص في الحلاقة، في سوق الثلاثاء بإنزكان، الثلاثاء الماضي، لارتدائهما ملابس اعتبرها السلفيون « فاضحة »، وأحالتهما على النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية، بعد قضائهما 24 ساعة تحت الحراسة النظرية، التي تتباعهما في حالة سراح مؤقت، حيث حدد يوم الاثنين 6 يوليوز موعدا لأول جلسة لمحاكمتهما. وكشف مصدر من المنطقة أن الفتاتين كانتا تتسوقان بشكل عادي، وبلباس عادي، ترتديه الفتيات المغربيات، في المدارس والكليات والشارع العام، قبل أن يفاجآ بتجمهر سلفيين من الباعة في السوق ومحاصرتهما، وتقديمهما إلى الشرطة، التي اعتقلتهما. ولم يتوقف السلفيون من تجار سوق الثلاثاء بإنزكان عند اعتقال الفتاتين، دون ذنب، بل تجمهروا أمام الكوميسارية، وطالبا بمتابعة الطالبتين بتهمة التعري والإخلال بالحياء العام، الأمر الذي رضخت له الشرطة، واستمعت للطالبتين في محضر رسمي، واحتفظت بهما في « الجيول » مع المجرمين، لمدة 24 ساعة، قبل إحالتهما على وكيل الملك، الذي قرر، بدوره، متبعتهما، في حالة سراح مؤقت. ومن المتوقع أن تكون الشرطة والنيابة العامة استندت على الفصل 483 من القانون الجنائي المغربي، الذي ينص على أن من ارتكب إخلالا علنيا بالحياء، وذلك بالعرى المتعمد أو بالبذاءة في الإشارات أو الأفعال، يعاقب بالحبس من شهر واحد إلى سنتين وبغرامة من مائة وعشرين إلى خمسمائة درهم. ومن خلال ما وقع، سواء في أكادير أو إنزكان، يمكن اعتبار الأمر بمثابة « تعزير » يمارسه سلفيون ومتطرفون، يهدد مصير شباب سماتهم تحيل على أنهم مثليين أو فتيات لا ذنب لهن سوى ارتدائهن ملابس عادية، من وجهة نظر سلفيين « فاضحة »، أصبحوا يقومون بدور شرطة « الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر »، ويضغطون من أجل متابعة الأبرياء. يذكر أن هذه الظاهرة كانت ظهرت في مدينة اليوسفية في الثمانينيات بقيادة الإرهابي يوسف فكري، قبل أن يتحول « الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر » إلى جرائم قتل بدأها بقتل عمه في المنطقة، قبل أن يتنقل لباقي مدن المملكة.