من بين الأعمال التلفزيونية التي سيتابعها المشاهدون خلال شهر رمضان الأبرك، مسلسل « مقطوع من شجرة »، لمخرجه عبد الحي العراقي، الذي يسلط الضوء على مشاكل الطفولة في المغرب في قالب إبداعي يجمع بين الدراما الاجتماعية والكوميديا الهادفة. وستبته قناة « دوزيم » ليلة كل يوم من رمضان، على الساعة العاشرة و35 دقيقة. وتم اقتباس هذا المسلسل بتصرف كبير من الرواية الفرنسية الشهيرة « بدون عائلة » للكاتب هيكتور مالو، وهو عبارة عن قصة إنسانية وعالمية ظلت تثير اهتمام وإعجاب الصغار والكبار في جميع بقع العالم منذ 1878. وحرصت الشركة المنتجة للمسلسل على إناطة أدواره الرئيسية لعدد من الوجوه الفنية التي تعد من بين أفضل الممثلين المغاربة، من طينة سعيد باي (في دور التهامي)، وزينب عبيد (عائشة)، وفاطمة الزهراء بناصر (مينة)، ومهدي وزاني (الحاج حسن)، وكذا نور الدين بكر، ونسرين الراضي، ومحمد رزين، ومصطفى تاه تاه، وعمر أبو أمل، إضافة إلى عدد من الأطفال، الذين يواجهون لأول مرة كاميرا التلفزيون، وعلى رأسهم ياسين صواب (12 سنة)، المتحدر من حي سيدي مومن بالدار البيضاء، الذي تم انتقائه للعب دور البطولة بعد عملية « كاستينغ » همت 500 طفل من مختلف مناطق العاصمة الاقتصادية. يحكي مسلسل عبد الحي العراقي رحلة مهدي، « المقطوع من شجرة »، حسب التعبير الشفوي الشعبي، ومغامراته في البحث عن عائلته الحقيقة عبر عدد من مدن المغرب الحديث. ورغم الصعوبات الكبيرة التي واجهته خلال البحث عن والديه البيولوجيين، فإن « مهدي » لم يفقد الأمل بفضل حنان، وحب المرأة التي تبنته (عائشة)، والصداقات التي نسجها خلال رحلته الطويلة مع محمود، « الحلايقي » العازف على العود، وكبيبر، اللص الصغير في المدينة القديمة لمراكش الحمراء، أو عايدة، وريثة عائلة الإدريسي الغنية. على إيقاع كوميدي لا يخلو من لحظات درامية مؤثرة، سيرحل مسلسل « مقطوع من شجرة » بالمشاهدين عبر عدد من المدن والقرى والأسواق، لتتبع مغامرات مهدي في البحث عن عائلته الحقيقية انطلاقا من منطقة لالة تاكركوست الهادئة إلى مدينة مراكش بأنوارها وصخبها ومشاكلها. وقبل أن يعثر المهدي، ومعه المشاهدين، على عائلته بعد رحلة بحث طويلة، وشاقة، مليئة بالمواقف الإنسانية والكوميدية، يسلط المسلسل الضوء على عدد من القضايا الراهنة، التي تهم المجتمع المغربي، كالتعليم، والعدل، والفساد، والميز ضد المرأة، وقوانين الميراث، وقوة المال، وذلك في إطار تثمين تقاليد البلد وتراثه اللغوي وثقافته المحلية.