في قلب العاصمة التشيكية «براغ»، شيد المتحف الشيوعي بالقرب ساحة «فاتسلاف»، ليضم أشهر رموز الاشتراكية أمثال كارل ماركس وإنجلز ولينين وستالين، الخ. وقد بني هذا المتحف في أهم عواصم دول الستار الحديدي الذي كان يدور في فلك الاتحاد السوفيتي السابق في أوج الحقبة الشيوعية السابقة. ترجع فكرة تأسيس المتحف إلى رجل الأعمال الأمريكي «جلين سبيكر» الذي درس العلوم السياسية وتخصص في السياسة الخارجية الروسية قبل أن يذهب إلى براغ قبل 10 سنوات ليقيم هناك ويؤسس هذا المتحف. إذ استغرق تجهيزه عدة أعوام ظل فيها «سبيكر» يجمع المقتنيات التي كان يشتريها في الغالب مقابل المال، حتى أصبح المتحف حقيقة واقعة. كانت قوة ماركس تكمن في التحليل العلمي ورؤيته الاقتصادية العميقة، وفي رؤيته لعمل البشر بشكل أخلاقي في ظل ظروف ملائمة دون الوقوع في تبعية أي طرف من أطراف المجتمع المختلفة. في مثل هذه المناسبة نبحث حولنا حول ما تبقى من الإرث الشيوعي اليوم، وهل مازال الناس يتذكرون أساطين الشيوعية القديمة في ظل سقوطها وتفكك الدول الشيوعية وتحولها إلى النظام الرأس مالي. كل شئ تغيرالآن، والجيل الجديد لم يعد يهمه هذا الجزء من تاريخ العالم، لكن الشيء المثيرحقا أن هناك في أحد شوارع وسط العاصمة براغ، متحفا للشيوعية هو الوحيد الذي مازال يذكر الناس بتلك الحقبة التاريخية. في مدخل المتحف الأمامي، تستقبل تماثيل أساطين وأعلام الشيوعية السابقين مثل لينين وستالين وغيرهم زوار المتحف، حيث تبدو هنا مفارقة مثيرة. إذ على الجانب الآخر من الشارع في الجهة المقابلة للمتحف، يقع أحد رموز الرأسمالية العتيدة. يتعلق الأمر بمطعم عالمي شهير يمكن رؤيته من المتحف، على الفور يعيش الإنسان لحظات بين صورتين متناقضتين ونظامين مختلفين سقط أحدهما وبقي الآخرمستمرا. غير أن هذه التماثيل المسكينة تبقى عبرة للنظام الذي سقط، والتي كانت يوماً ما شامخة في الميادين والأبنية الحكومية الهامة قبل أن تسقط وتختفي حتى ظهرت من جديد رهينة في هذا المتحف المثير والذي لا تتوقف فيه الإثارة على الجيل الجديد الذي لم يواكب العصر الشيوعي، بل إن نفس الإثارة تبقى عند الجيل القديم الذي كان شاهدا يوما ما على تلك الحقبة. ورغم أن قلب العاصمة «براغ» به الكثير من المباني الأثرية والأماكن السياحية الهامة، إلا أن المتحف الشيوعي يبقى لديه بريق خاص، فهو المكان الوحيد الشاهد على زوال حقبة لم تعد موجودة- اختفت بكل معالمها وصناعتها، لذلك، فإن رؤية أيٍ من تلك التماثيل أو الأدوات القديمة يجعلك تقف على تاريخ الشيوعية في تلك المنطقة بكل تفاصيلها.