وجد مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، نفسه في موقف لا يحسد عليه، مساء الاربعاء، بمجلس النواب بسبب سيل الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها من طرف برلمانيي لجنة التعليم والاتصال بعد تسجيل البرلمانيين لغياب مدير قناة «ميدي 1 تي في» عباس العزوزي، عن الحضور للبرلمان وتقديم تقييم للقناة التي يديرها كما كان مبرمجا، رغم تأكيد الوزير الخلفي الذي كان بمعية فيصل العرايشي، المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ومدير قناة «الأمازيغية» محمد مماد، أن غياب المدير سالف الذكر يتعلق فقط ب»تأجيل» مناقشة وضعية القناة إلى موعد لاحق حتى يتسنى الوقوف على وضعية القناة بشكل عميق. أولى الضربات القوية جاءت من طرف برلمانيي حليف الوزير الخلفي، فقد انتفض عبدالله البقالي البرلماني عن حزب الاستقلال، في وجه الغياب المتكرر لعباس العزوزي، معتبرا أن «المسؤولين عن هذه القناة يعيشون في جزيرة»، مضيفا أنهم «يشعرون وكأنهم خارج دائرة هذه البلاد، وربما وجود القناة في منطقة حرة بمدينة طنجة يجعل هؤلاء المسؤولين يحسون وكأنهم غير خاضعين للضريبة السياسية». البقالي أشار إلى أن «هذه ليست المرة الأولى» التي يغيب فيها مدير قناة طنجة عن لقاء مع البرلمانيين، بل تكرر الأمر «بشكل غريب جدا»، مسترسلا أن أعضاء اللجنة لاحظوا أن اللقاءات التي عقدتها لجنة كجمولة مع وزير الاتصال سواء أثناء مناقشة مشاريع قوانين المالية أو اللقاءات التواصلية، شهدت غياب مسؤولي هذه القناة، متحديا البرلمانيين أن يتعرفوا على وجوه هؤلاء المسؤولين»، متسائلا «إذا كانوا لا يعترفون بهذه المؤسسة الدستورية فيجب أن نعرف ذلك، لأن هذه القناة تمول بمالية عمومية وموجودة فوق التراب الوطني وتقدم خدمة عمومية للجمهور المغربي بالدرجة الأولى». البقالي طالب بحضور المدير العام لمساءلتة عن تدبيره للقناة، وأوضاع المهنيين والتعاقد مع الأجانب برواتب خيالية جدا والمنتوج الذي تقدمه هذه القنوات وتمويلها والعديد من الأسئلة الكبيرة والخطيرة جدا المرتبطة بهذه القناة التي لا نعلم عنها شيئا». مصطفى الخلفي، وفي محاولة للتخفيف من استياء البرلمانيين، طالب بتأجيل مناقشة وضعية قناة «ميدي 1 تيفي في»، مادام أن مراجعة دفتر التحملات الخاص بها يمتد إلى بداية 2014. كما رفع من سقف التحدي حينما خاطب البرلمانيين إذا أصررتم يمكن طلب استدعاء مدير قناة «ميدي 1 تي في»، ولن يتعدى الأمر ساعتين ويلتحق بنا في اللجنة، «لكن، لن نحقق الغرض»، مضيفا أن غياب مدير القناة «ميدي 1 تي في» لم يكن مفاجئا، بل قرارا متوافقا حوله، موضحا أن الوزارة اتصلت برئاسة لجنة التعليم التي ترأسها القيادية الصحراوية كجمولة بنت أبي لطلب تأجيل موضوع قناة «ميدي 1 تي في» إلى وقت لاحق، من أجل أخذ الوقت الكافي لمدارسة وضعية القناة الأمازيغية». ونفى الخلفي، أي تهرب من مناقشة وضعية القناة.