"خليوني نموت اعباد الله"هكذا كانت الشابة المغربية تصرخ بأعلى صوتها محاولة الانتحار، فيما كان الشباب الذين يٌعتقد أنهم هم من صورها يتهكمون. إنه الشريط الذي أثار جدلا على موقع "يوتوب"، لاسيما أن واضعوه كتبوا بصيغة لا تخلو من دعوة إلى الفرجة، "بنت مغربية تحاول الانتحار..لا يفوتك"وفي الوقت الذي كان مطلوبا من الشباب من حاملي الكاميرا، أو الهاتف النقال، على الأرجح، وهم يلتقطون الصور، أن يساعدوا في انقاذ الشابة من الانتحار، تفننوا في تصويرها، وفي اصدار عبارات تتهكم من لحظة، كان يمكنها أن تودي بحياة شابة في مقتبل العمر. الجدل الذي أثاره الشريط، أدان اللامبالاة التي تفضح الواقفين وراء الكاميرا، وتعري نوعا من الكراهية التي يتربى عليها بعض الشباب اتجاه الجنس الآخر، فبالنسبة لهم، الفتاة عنوان الضعف، وبما أنها ليست الأم أو الأخت أو القريبة، فإن جسدها مستباح، والتهكم عليها محمود! وتظهر في الفيديو فتاة تحاول الانتحار من خلال إلقاء نفسها من النافذة، بينما يحاول أهلها جذبها من النافذة إلى الداخل، ما يؤدي إلى تعريها على مستوى منطقة الظهر، وعلى خلفية الصراخ الذي تطلقه الفتاة، كان يوجد شباب بالأسفل يسخر من هذا المشهد حسبما ذكر تقرير لموقع "ام بي سي.نت".
وعلق أغلب الزوار على سلوك هؤلاء الشباب، بينما اهتم بعض الأشخاص بالأسباب التي دفعت الفتاة إلى هذه المحاولة.
وقال شيكو: "يا صاحب المقطع بدل ما تقدم المساعدة قاعد تصور"، وأثارت هذه النقطة –أيضًا- انتباه "يوسف" الذي قال: "أنا عن نفسي تركت كل شيء وكل الصراخ ونسيت انو انتحار، وركزت في الأصوات التي تظهر في الخلفية".
ووصف زائر آخر قال إنه سعودي من قاموا بتصوير هذه الفيديو أنهم "مو رجال"، لأنهم لم يستروا الفتاة ونشروا صورتها وهي عارية الظهر أثناء محاولة أسرتها جذبها للداخل، وقال متوعدًا هؤلاء بعقاب من الله: "يا شباب.. اللي ما يستر أحدًا الله ما يستره".
وأيد العضو "فلفل" ما قاله الزائر السعودي، واصفًا من قاموا بالتصوير أنهم "عديمو الإنسانية"، وقال: "اللي صور الفيديو عديم الإنسانية.. واحدة تحاول تنتحر وتبكي وهو يضحك ويصور ولا عال بالو!!! سبحان الله في ناس بالشكل ده". في المقابل، تساءلت "سوسو" عن أسباب انتحارها، وقالت: "تلاقي أهلها يبغون تزويجها شخصًا لا تريده". وكتب آخر:"يكسر ايديك عهل مقطع قاعد عم تصور وحده بدها تنتحر بدال ما تساعدها قاعد تصور" ور ولا عال بالو!!! سبحان الله في ناس بالشكل ده". في المقابل، تساءلت "سوسو" عن أسباب انتحارها، وقالت: "تلاقي أهلها يبغون تزويجها شخصًا لا تريده". وقد غلبت الكثير من التعليقات، أن يكون وراء محاولة انتحار الفتاة رغبة أهلها في تزويجها. الشريط يسائل أكثر من جهة، بما فيها المنظومة التعليمية، والأسرة، التي زرعت من حيث لا تدري ثقافة الفرجة والشماتة واستعداء الآخر.