قال عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن انفجار الوضع في العالم العربي، أو ما يعرف بالربيع العربي، جاء نتيجة الهيمنة على السلطة والمال، كما هو الشأن بالنسبة للرئيس التونسي المقال، حيث الثروة أخذا المقربون والسلطة والقمع في غياب الديمقراطية، وأوضح بنكيران في منتدى الجزيرة بقطر صباح اليوم الثلاثاء، أن الوضع انفجر بانفجار سي البوعزيزي، لينفجر في الدول التي تشبهه. وأضاف بنكيران أن هذه الصورة كانت موجودة في المغرب لكن في حدود، والحرارة لم تكن ساخنة بما فيه الكفاية لتسخن الطنجرة لكن لم تكن ساخنة كفاية لتحرقها. وأشار إلى أن مجموعة من الشباب دعوا إلى الاحتقان والاحتجاج في 20 فبراير، لكن حزب العدالة والتنمية رفض المشاركة بما يشبه الإجماع وليس بإجماع أن لا يشاركوا في هذه الاحتجاج لأنهم لا يعرفون الشباب الذي دعا لهذه الاحتجاجات، والأهداف غير مضبوطة والأساليب غير معروفة، مشيرا إلى أن في المغرب هناك وعي تاريخي أن المطالبة بالإصلاح لها متسع، وأن المغامرة بالنظام شيء لا يمكن أن نصل إليه، لأن النظام يتعايش معه المغاربة منذ أكثر 12 قرنا، وخاصة هذه الأسرة التي تحكمه منذ أربع قرون هي عنصر أساسي في قيام الدولة، وفي وحدتها واستقرارها، ودعا العدالة والتنمية إلى الإصلاح في ظل الاستقرار. وأكد أن المسيرات انطلقت مع ملاحظة أن الدولة وقفت تقريبا على الحياد وأن رجال الأمن كان حضورهم محدودا، وطلب منهم أن لا يتدخلوا، ولم يستجب الشعب كلية، ومن خرج من أجل الإصلاح دون المغامرة بالنظام السياسي. وأشار إلى أن الملك محمد السادس تجاوب ما بين 20 فبراير و9 مارس، بعد فهم الرسالة، من خلال خطاب شهير، بعد حالة شك، في ما كان سيقع في البلد، بتوسيع الحريات والعدل والحقوق والمكتسبات، خطبة ساهمت في تنفيس الاحتقان، وبعدها جاء التصويت على الدستور في فاتح يوليوز 2011، ومن بعدها الانتخابات التشريعية في 25 نونبر 2011، حيث تصدر العدالة والتنمية الانتخابات وعين رئيس الحزب رئيسا للحكومة، ومنذ ذلك الحين والمملكة تعيش استقرارا سياسيا، جيد جدا، وتحسنا في مختلف المجالات، بمساعدة الله نتيجة الأمطار، التي هي عنصر أساسي في الاستقرار والحكم، وتدني أسعار البترول أيضا.