نجح افتتاح كنيس يهودي في ما فشلت فيه لقاءات الأغلبية الحكومية. فقد التقى عبد الإله بنكيران بحليفه اللدود حميد شباط، بشكل خاطف، بعد أن تطوع أحد أنصار الأمين العام لحزب الاستقلال وعمدة فاس لجر من أجل السلام على رئيس الحكومة، الذي رد على المبادرة بالقول «حنا صحاب». ووسط إجراءات أمنية مشددة، فرضتها قوات الأمن بمختلف تلاوينها 24 ساعة قبل موعد الحدث، على محيط القصر الملكي والطرق والأزقة المؤدية إلى وسط حي الملاح بجماعة المشور بفاس الجديد، جرت صبيحة أمس الأربعاء، مراسيم افتتاح معبد يهودي مشهور باسم «سيناكوك صلاة الفاسيين»، عقب إخضاعه لعمليات الترميم والإصلاح بتمويل ألماني وإشراف تقني لثلاثة مهندسين يهود من إسبانيا. وحضر مراسيم التدشين، المنظمة من قبل«مؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي»، وتحت الرعاية الملكية، عبدالإله بنكيران، رئيس الحكومة، وامحند العنصر، وزير الداخلية، ومحمد أمين الصبيحي، وزير الثقافة، وأندري أزولاي، مستشار الملك، وإدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وسيرج بيرديغو، رئيس التجمع العالمي لليهود المغاربة، بالإضافة إلى حميد شباط ،عمدة فاس، وصامويل كابلان، السفير الأمريكي في الرباط، ونوربيرت لامارت، رئيس البرلمان الألماني وسفير بلاده بالرباط. وحج حوالي 150 يهوديا، قدموا من جميع أصقاع العالم، فرنسا، فنزويلا، والولايات المتحدةالأمريكية، وكندا، وبريطانيا، ووفد من المجموعات اليهودية المقيمة بمختلف المدن المغربية مثل وجدة، ومكناس، وصفرو، وإيموزار، وإفران، والصويرة وسلا والدار البيضاء وطنجة ووزان. وتلى بنكيران، الرسالة الملكية، الموجهة لليهود المشاركين في احتفال تدشين الكنيسة اليهودية بفاس، حيث دعت الرسالة الحكومة المغربية إلى ترميم كافة المعابد اليهودية بمختلف المدن المغربية، تقديرا من المغرب للخصوصية العبرية التي كرّسها الدستور الجديد باعتبارها أحد الروافد العريقة للهوية الوطنية للمغرب. من جهته، أوضح «سيرج بيرديغو»، رئيس التجمع العالمي لليهود المغاربة، في كلمته، على مكانة المعبد اليهودي «سيناكوك صلاة الفاسيين»، والذي يكتسي رمزية دينية وثقافية وتراثية لديهم، ويمثل أشهر كنيسة يهودية لدى ما يزيد عن مليون ونصف يهودي مغربي عبر العالم؛ تحول اليوم بعد ترميمه، إلى متحف يهودي تراثي عالمي، حيث من المنتظر أن تلتقي فيه كل سنة في مثل هذا اليوم، أعرق العائلات المغربية اليهودية المنتشرة عبر العالم من أجل الاحتفال وأداء العبادات، جاعلين منه أحد أشهر وأعرق أماكن الذكرى لفترة اعتبروها زاهية في حياتهم، خاصة بحي الملاح الشهير بمدينة فاس والذي يُعد أول «ملاح» بناه اليهود في المغرب خلال القرن السابع عشر. وحرص أنصار «ليفي»، مدعومين من طرف «أرمون كيكي»، رئيس الطائفة اليهودية بجهة فاسوجدةتازة تاونات والحسيمة، على وضع يافطة من الرخام بمدخل المعبد اليهودي، تشيد بالمساعدات المالية للبرلمان الألماني والتي شكلت حصة الأسد في ميزانية الترميم، وكذا المجهودات التي بذلها «ليفي» لإعادة الروح والحياة للمعبد اليهودي وإنقاذه، بعد استعادته من الجمعية الرياضية لنادي الملاكمة بفاس.قال إن العقار مصدر للإثراء بعد المخدرات ووعد فقراء المملكة بسكن مساحته 40 مترا