كشف عبد الحق التازي أن تصريحا للمناضل الاستقلالي امحمد الدويري في عام 1981، بكونه لم يعد قادرا على التعايش مع حكومة بها وزراء قتلة، فتح عليه النار، واستنطقه الملك بحضور الوزير الأول المعطي بوعبيد ووزير الداخلية إدريس البصري ووزير التربية الوطنية عز الدين العراقي. وقال التازي، في « كرسي الاعتراف » بيومية المساء، في عدد اليوم الاثنين، إن المعطي بوعبيد وإدريس البصري، اتصلا بالاتحاد المغربي للشغل لخوض إضراب عام وطني، في رد على موافقة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين، بتدخل من حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، على قبول تخفيض الزيادة في الأسعار إلى النصف. وقال التازي إنه في 20 يونيو 1981، دعت الكونفدرلية الديمقراطية للشغل مسنودة بالاتحاد الاشتراكي إلى إضراب عام لمدة 24 ساعة كرد فعل على تدهور مستوى المعيشة والزيادات التي عرفتها عدد من المواد الأساسية وفي مقدمتها الخبز، حتى أن إدريس البصري وزير الداخلية نعت ضحاياها ب »شهداء الكوميرا »، وقد أعلن حزب الاستقلال موقفه في هذه الظروف التي تزامنت مع استعداد الملك للتوجه إلى القمة الّإفريقية 18 بنيروبي، حيث وجه نائب الأمين العام امحمد الدويري باسم الحزب رسالة إلى جلالة الملك مرفقة بمذكرة اللجنة المركزية، تناشد جلالته بعدم التوجه للقمة، حتى يبقى المرجع الأخير في حال فشلها أو توجهها ضد مصالح بلدنا. ولكن الحسن الثاني توجه إلى نيروبي ليعلن يوم 26 يونيو 1981 استجابة المغرب لأصدقائه بإجراء استفتاء لتقرير المصير في الصحراء. وحدث أن الدويري كان قد أسر للسيد الداي ولد سيدي بابا (كان حينها رئيسا للبرلمان) وهو بجانبه عند توديع الملك في المطار يوم 25 يونيو، بأنه لم يعد ممكنا التعايش مع حكومة بها وزراء قتلة، في إشارة إلى حوادث 20 يونيو في الدارالبيضاء.. وأشار التازي إلى أن امحمد الدويري كان يقصد ادريس البصري والمعطي بوعبيد (الوزير الأول حينها). ويحكي الدويري، حسب التازي، أن هذا التصريح كلفه استنطاقا من الملك بحضور الوزير الأول المعطي بوعبيد ووزير الداخلية إدريس البصري ووزير التربية الوطنية عز الدين العراقي، حيث صرح الدويري أنه حضر يومين قبل اندلاع حوادث الدارالبيضاء مكالمة هاتفية من المعطي بوعبيد وإدريس البصري وهما يعطيان الأوامر لمحمد عبد الرزاق اليد اليمنى للمحجوب بن الصديق وعميل رضا كديرة كي يعلن إضرابا عاما احتجاجا على قرار للبرلمان (اقترحه رئيس الفريق الاستقلالي عبد الكريم غلاب يقضي بتأييد التخفيض إلى النصف من الزيادة المقررة من الحكومة على المواد الأساسية) وذلك بعد تدخل للدويري باسم حزب الاستقلال في مجلس وزاري بيّن فيه أن قفة ربة البيت لا يمكنها تحمل كل تلك الزيادات. وقد عمل حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي على إقناع الكونفدرالية والاتحاد العام بهذا الحل الوسط، إلى أن فوجئا بإعلان الاتحاد المغربي للشغل بإيعاز من الوزير الأول ووزير الداخلية عن إضراب عام يوم 20 يونيو وبذلك فإن المعطي بوعبيد والبصري هما اللذان تسببا في المزايدة النقابية في حوادث الدارالبيضاء حيث تم إطلاق النار على الأبرياء المتظاهرين ضد غلاء المعيشة، وكان من الطبيعي نعت الوزيرين المسئولين عن ذلك بالقتلة.