خص الزميل عبد العزيز العبدي "فبراير.كوم" مقالا ساخرا عن نازلة البرلماني الذي تعرى احتجاجا على رئيس الحكومة، مع ما سيخلفه من نقاش عن سلوك دخل البرلمان المغربي بعد أن سبقته لغة الحيوانات. لتوضيح بعض الأمور بداية، ما كان يعنيه رئيس الحكومة "بالعجينة في البطون"، يفيد تلك الأموال المتحصل عليها بطرق غير مشروعة، والمودعة في البنوك، أو تحث مخدات الأسرة أو مركونة في العقارات المترامية الأطراف، في المجال الغابوي بمنطقة الغرب حيث موطن السيد المستشار وغيرها مما هو موزع هنا وهناك.... البطن التي كشف عنها المعني بالأمر، هي صورة فيزيائية لعضو بشري، يتضمن الكثير من الأعضاء الحيوية، من معدة ومصران وكبد وطحال وغيرها من الأعضاء الصغيرة منها والكبيرة، وتشكل المعدة جزءها الأكبر، والذي من الطبيعي أن تكون فيه بعض العجائن، إن إلتهم صاحبها المقرونة أو الخبز أو غيرها... ولا أعتقد أن بنكيران سيهتم بما هو كائن في هذه البطن العضوية والتي تهم صاحبها لا غير... ظاهريا، قد تليق البطن، بقليل من الشعر الذي يكسوها لإثارة شريكة المستشار، زوجته أو أحد خليلاته، في ارتباطهما الحميمي، فتلاعبها بفمها كما تشاء، وينتشي هو بملاعبتها كما يشاء... إلى حدود هنا تبدو الأمر عادية، تشنج رئيس الحكومة، ورد فعل مستشار ولغة عامية مستعملة تفي الغرض بإيصال المعاني والمفاهيم إلى المواطن الذي يتابع هذا التهريج، مع ما تلاها من تعليقات هنا وهناك، في الجرائد الوطنية وفي المواقع الإجتماعية... ما هو غير عادي، هو الدلالة السيميائية للصورة، وطغيان الفعل السياسي على المعنى الأخلاقي والقيمي في المجتمع بشكل عام، بل الخطير هو هذه النزعة الذكورية في التعاطي مع الصورة السياسية، والإعلامية بشكل عام.... نلاحظ أن السيد ادريس الراضي كشف عن بطنه من جزء بعيد بسنتيمترات عن سرته، أي ذلك الجزء الذي يعتبر في المنظومة الدينية التي يتبجح بها رئيس الحكومة، كونها مرجعيته ومرجعية الشعب المغربي قاطبة، بمثابة عورة يجب سترها (عورة الرجل، من البطن إلى السرة)... فلماذا لم ينبهه بنكيران إلى أنه بصدد القيام بفعل فاضح في مؤسسة دستورية ؟ الغريب أن الأخبار الوافدة من قبة البرلمان، تفيد أن رئيس الحكومة سعى إلى الاعتذار للسيد المستشار، عبر وساطة دعيدعة، بدل توبيخه عن تعريه هذا من جهة، ثم الكشف عن العجينة الحقيقية التي قصدها وهو في حالة غليان... هذه الواقعة تستحضر واقعتان حقيقيتين، الأولى في البرلمان، وأعني بهما الذراعين المكشوفتين للصحفية المنتمية للقناة الثانية، وكيف ثار فريق العدالة برئاسة نفس "بنكيران" الحالي ضدها، معتبرا أن لباسها غير محتشم وأن ذراعاها عورة يجب سترهما، ثم واقعة ساقي الممثلة القديرة لطيفة أحرار وهي تمشي فوق البساط الأحمر لمهرجان مراكش للسينما، وكيف أُلب ضدها الرأي العام كونها كشفت عن ما هو عورة في المنظومة الفكرية لهؤلاء... واقعة افتراضية يجب تخمينها، ماذا لو كشفت برلمانية أو مستشارة عن بطنها في قبة البرلمان؟ ماذا سيكون رد فعل بنكيران، والذين هم وراءه، من طيف سياسي محافظ إلى حدود مواطنين يعتقدون في المرجعية السحرية لرئيس الحكومة؟ وهل سيسعى إلى الاعتذار لها؟ أم سيخرج كل أسفاره البالية ليؤنب فجورها وتبرجها وربما دعارتها؟ لعله أجمل ما نعيشه مع وليدنا في الربيع الديمقراطي هذا سجال حكومة الموظفين العموميون وهم يكشفون بتهريجهم بؤس مرجعياتنا جميعا، في انتظار أن تنتهي المسرحية، ونقف جميعا شهودا على العجائن الكثيرة التي تملئ بطونا قليلة جداً.