الفاجعة نفسها وإن اختلفت المواقع. أم الإرهابي المكلومة ووالده المفجوع من جهة، ووالدة رجل الأمن الذي قٌتل من جهة أخرى، لا تعرف هل تبكي فرحا لأن ابنها دافع عن الوطن، وحفر اسمه في سجل رجال الأمن الشجعان، أم تبكيه لأنها فقدته إلى الأبد وهو يحاول الدفاع عن السياح في متحف باردو.. انتقلنا من « العمران الأعلى » حيث كان يقطن ياسين العبيدي، منفذ العملية الإرهابية بمتحف باردو، إلى حي النسيم بمنطقة المحمدية، وكانت في استقبالنا والدة رجل الأمن أيمن مرجان الذي قتل وهو يحاول حماية المواطنين من الإرهابيين، الأجواء الجنائزية نفسها.. الدموع والصدمة، والكل يحاول أن يفهم، ولا أحد استوعب بعد ما الذي جرى.. ابن عم الارهابي ياسين، يفرق، كما روى ل »فبراير.كوم » بين ياسين، الابن الارهابي، وبين الانسان الذي سقط ضحية مخطط كبير... قال لنا ابن عم ياسين العبيدي بالحرف: » ترحم على ولدنا رجل الأمن الذي قتل ونترحم على روحه مع العائلة الأمنية.. ياسين ولدنا الارهابي انتهى، المشكل في داعش وفي الذين صنعوها والحركات التي تشوه الدين الإسلامي.. » ستتعرفون على الإرهابي، البروفايل مختلف تماما عن ذلك الذي جرت العادة أن يقدم لكم. شاب متعلم، حصل على شهادة الباكلوريا، ودرس في الجامعة، ويقطن مع أسرته في حي عبارة عن فيلات صغيرة. كان يسمع موسيقى، وفي الحالة الوحيدة التي أوقفته فيها الشرطة التونسية رفقة ابن عمه، كان مخمور! لا شيء يوحي أنه متطرف، والسؤال هو كيف باتت « داعش » تستقطب بروفيلات أشخاص مختلفة عن التربة التي اعتاد الإرهاب أن يزرع فيها سمومه؟ ستكتشفون بالصوت والصورة حقائق صادمة وأخرى غير مسبوقة في ضيافة ابن عم الارهابي ياسين وسيروي لكم والده قصص أكثر من مؤثرة، ومع أم ضحية الإرهاب، سشعرون بوجع تونس التي تنزف دما.