إنهم ثلاثة مواطنين يقطنون في دوار آيت اسماعيل التابع لقيادة تاكزيرت في أزيلال. الأول اسمه سعيد لعجاج، الذي كبلته أسرته بالقيود وهو شبه عار منذ 17 سنة، قبل أن يلحق بهم ابن الدوار عبد الواحد أوعلي قبل شهرين، وذلك في دوار لا يعرف سكانه أن تقييد المرضى انتهاك لحريتهم، لكن لهذه الأسرة منطقها في التعامل مع مرضاها بالقيود والسلاسل.
وعلى بعد أمتار من منزل لعجاج، تضيف "المساء" التي أوردت هذا الخبر في عدد الأربعاء 6 فبراير الجاري، سُمع صوت آدمي يصرخ شاتما ويتفوه بهمهمات أخرى لا يتبين السامع مغزاها، وبعد أن استقبل شقيقه صحافي اليومية، ثم فتح باب الغرفة المحاذية للإسطبل، كان المنظر مريعا: مكان تم تنظيفه لتوه وجسد مكوم وسط غطاء، دون ملابس، سقط الغطاء، فانكشفت عورة الآدمي، الذي بدأ بمجرد أن لمح الزائرين، يشتم ويسب بعبارات رفضت إدارة مستشفى بني ملال الاحتفاظ به، "لقد أخبرونا أن نزلاء جناح الأمراض العقلية يمكنهم قتله في أي لحظة بسبب الإعاقة الجسدية التي يعاني منها".