اعتبر خالد الجامعي، الصحافي والمحلل السياسي والقيادي السابق في حزب الاستقلال، أن تدخل الملك محمد السادس في ملف الإجهاض جاء في الوقت المناسب، واعتبره تدخلا استباقيا، قبل أن تقع المواجهة مجددا بين المؤيدين والمعارضين. وأكد الإعلامي والصحافي خالد الجامعي أن التدخل استباقي لأن الملك تفادى انقسام المغاربة إلى قسمين، كما حدث في بداية القرن الحالي، حين خرجت مسيرتان، واحدة مع الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية، والثانية ضدها، ما أزم الوضع بين المعارضين والمؤيدين، قبل أن يتدخل الملك سنة 2001، ويشكل اللجنة الاستشارية لمراجعة مدونة الأسرة. ودعا الجامعي إلى فتح نقاش عام بين المغاربة، من كل الأطياف، نقاش واسع النطاق، للوصول إلى أرضية مشتركة. وأشار الجامعي، في الأخير، إلا أن المشكل ليس فقط في قانون للإجهاض، وتقنينه، إنما في الوعي الجنسي، وفي التعليم خصوصا، حيث ألح على ضرورة تطوير برامج التربية الجنسية والإنجابية، وهو دور منوط أساسا بالمدرسة، التي يجب أن تقوم به من أجل الحد من الحمل، وبالتالي الإجهاض، لأنه وجود تربية جنسية ووسائل الوقاية، سيحدان من الحمل وبالتالي من الإجهاض. يذكر أن الساحة السياسية المغربية، في بداية القرن الجاري، شهدت إبان طرح الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية، التي قدمها سنة 2000، كاتب الدولة في شؤون الأسرة والطفل والتضامن، سعيد السعدي، سجالا، بلغ حد التكفير، وتحول إلى معركة سياسية، وقسمت المغاربة إلى قسمين، ترتب عنه تنظيم مسيرتين، واحدة في الرباط والأخرى بالدار البيضاء، بين المؤيدة لخطة السعدي والمعارضة له، وانتهت بخروج سعيد السعدي من الحكومة، وتدخل الملك لتشكيل اللجنة الاستشارية لمراجعة مدونة الأسرة، خرجت في الأخير بالمضامين نفسها التي تقدم بها السعدي، ولقيت إجماع المعارضين والمؤيدين، بعد الخطاب الملكي أمام البرلمان في أكتوبر 2003، الذي عرض فيه الخطوط الكبرى لمشروع المدونة الجديدة التي أدت إلى خروج مدونة الأسرة سنة 2004.