وصف الممثل المغربي كمال الكاظمي (حديدان) في حوار ل"لفبراير.كوم"، الذين اعتبروا أن المسرح والسينما تحتضر في المغرب، بال"العدميين"، مؤكدا على أن "النظر العدميّ يتزايد عند بعض المعتقدين بأنهم نقادا". وقال إن "اتساع الخبرة والتخصص وارتفاع حركية الإنتاج في المسرح والسينما، ينبغي أن تعكس نموا منطقيا عن مقاربات الماضي، ولكن ككل المجالات نعثر على الجيد والرديء، والقيّم والسخيف.. ولا يجب أن نكتفي الآن بالنظر إلى النصف الفارغ من الكأس". وتحدث الكاظمي عن القنوات المغربية التي تواجه العديد من سهام الانتقاد، وذلك بسبب ضعف الأعمال التي تعرضها.. معتبرا أن ما يساهم في هذه الإنتاجات الرديئة هو غياب العناية بالكتابة الدرامية، وسيادة اعتقاد سيء لمعنى الإضحاك، وكذا الفهم الخاطئ للكوميديا، وارتجال الحوارات، وفرض المنتجين على الممثلين صياغة نصوص حواراتهم واتخاذ ذات الممثلين القرار في الشكل الذي يودون الظهور به دون رؤية فنية جمالية. مضيفا:"لا يمكن القول أن الدراما والسينما في المغرب تسلك الطريق الصحيح أو العكس، فإذا كان المقصود مرتبطا بالنواحي الجمالية والتقنية والكمية، فالأكيد أن السينما المغربية تتواجد في مرحلة متقدمة عمّا كانت تعيشه سابقا.. أما إذا كان الأمر يطال الأفكار والموضوعات في تناولها لبعض القضايا فهذا محطّ نقاش.. ولا يمكن لنا أن نقيم مستوى السينما انطلاقا من اختلاف وجهات النظر، علما أن السينما المغربية قد تكون غارقة في مواضيع بئيسة وهامشية تطالها رؤى سطحيّة.
وبخصوص الأعمال المغربية التي شهدتها الساحة الفنية والوجه الجديد قال كمال بأن "الساحة الفنية الوطنية تميزت في الآونة الأخيرة، بالعديد من الأعمال الجديدة والمتنوعة، والتي نالت إعجاب الجمهور المغربي، وفازت بالعديد من الجوائز في المهرجانات داخل المغرب وخارجه، كما شهدت الساحة الفنية المغربية بروز مجموعة من الوجوه الشابة، التي ساهمت في تنمية الدينامية الفنية، والتي من شأنها أن تعطي الاستمرارية لجيل من الفنانين الكبار، والذين قدموا الكثير للساحة الفنية المغربية سواء في المسرح أو التلفزيون أو السينما". وكشف كمال الكاظمي ل"فبراير.كوم" أنه انتهى الآن من تصوير الجزء الثاني من سلسلة "حديدان"، وكذلك "سولو حديدان"، للمخرجة وسيدة الحكي فاطمة بوبكدي، بمشاركة مجموعة من الوجوه الفنية المغربية، قبل أن يضيف "عندي أعمال أخرى سأشرع في تصويرها قريبا، وسأعلن عنها في الوقت الذي أراه مناسبا لذلك". وتجدر الإشارة أن كمال كاظمي، الممثل الذي أدى دور "حديدان" بشكل أفضى لإعجاب المغاربة، عشق المسرح حتى الثمالة ودأب عليه منذ نهاية الثمانينات... ارتبط بفرقة فضاء اللواء للإبداع التي يقودها المخرج بوسرحان الزيتوني من 1993 إلى الآن بأعمال مسرحيّة من بينها "ترانزيت" و"خفة الرجل" و"حديث ومغزل" و"الريح" و"جمرة" و"يوليوس قيصر".. وكلها أعمال مكنت الجمهور المغربي من التعرف عليه، وكانت إحداها مناسبة للقاء مع المخرجة التلفزيونية فاطمة بوبكدي التي اختارته ضمن طاقم مسلسلها "رمانة وبرطال" والعديد من الأعمال الدرامية الموالية، وصولا لمسلسل "حديدان".