قال سعيد خمري، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية، بجامعة القاضي عياض، إن « إعلان وزير الداخلية الفرنسية، برنار كازونوف، بمناسبة زيارته للمغرب، أمس السبت بالرباط، عن نية فرنسا توشيح عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بوسام جوقة الشرف بدرجة ضابط، تقديرا لعمله على رأس هذه المديرية في مجال محاربة الإرهاب، هو في الواقع تتويج لما أفضت إليه زيارة الملك محمد السادس إلى فرنسا، واللقاء الذي جمعه بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ». وأوضح خمري أن « هذا اللقاء الذي اعتبره الملاحظون إعلانا قويا عن طي صفحة سوء التفاهم بين فرنسا والمغرب، الذي سبقته زيارة وزير العدل والحريات المغربي إلى فرنسا، وتعديل اتفاقية التعاون القضائي بين البلدين، بعد أن سبق للمغرب أن جمد العمل بها إثر توجيه استدعاء استفزازي من السلطات الفرنسية إلى عبد اللطيف الحموشي، بمقر السفارة المغربية بباريس، ليمثل أمام القضاء الفرنسي بتهمة التعذيب ». وأكد الباحث في علوم السياسة بجامعة القاضي عياض أن « الأحداث الإرهابية الأخيرة لشارلي إيبدو بباريس، كشفت عن حاجة فرنسا الملحة للتعاون الأمني مع المغرب، لما أبانت عنه المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وأجهزة الاستخبارات المغربية من مهنية وكفاءة عاليتين، وقدرة استطاعت من خلالها تحقيق نتائج مهمة في مجال مكافحة الإرهاب، ومشهود لها أيضا، على المستويين الجهوي والدولي، بحيث تمكنت من إحباط عدد من العمليات الإرهابية، وتفكيك كثير من المنظمات الإرهابية كانت على أهبة تنفيذ عمليات دامية ». وخلص خمري في هذا الجانب قائلا « إعلان فرنسا عن نيتها توشيح عبد اللطيف الحموشي المدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، هو من جهة إعلان عن نيتها طي صفحة توتر العلاقة بين البلدين، واعتراف بمجهودات هذا المسؤول على رأس هذه المديرية في مكافحة الإرهاب ». كما اعتبره، من جهة ثانية، « بعث للتعاون بين بلدين تجمعهما علاقة صداقة تاريخية وثقافية وحضارية، لاسيما في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب ومجالات أخرى مرتبطة بهما، مثل الهجرة غير شرعية، والجريمة المنظمة، والاتجار في المخدرات، وأيضا مكافحة التطرف بالاستفادة من التجربة المغربية في تكريس الصورة المعتدلة والمنفتحة للإسلام، من خلال الدور المحوري الذي يقوم به الملك باعتباره أميرا للمؤمنين، وإسهاما من المغرب عمليا في تكوين الأئمة لمغاربة الخارج بأوربا، وأيضا في المغرب العربي، وفي إفريقيا جنوب الصحراء ».