في ظرف أسبوع واحد، دخل فؤاد عالي الهمة مستشار الملك محمد السادس مرتين إلى بيت عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المقبل، وهو البيت الواقع بالقرب من مقر الاتحاد المغربي للشغل. وقد يكون وراء ذلك إصرار بنكيران على عدم الإنتقال إلى فيلا شارع الأميرات بحي السويسي بالرباط، الشيء الذي قد يجعل زيارات كبار رجال الدولة مفضوحة، وربما يدفع هذا الأمر بعضهم إلى تجنب زيارة بيت بنكيران الواقع في منطقة تسكنها الفئات المتوسطة، علاوة على قربها من مناطق الإحتجاج الإجتماعي للمعطلين. لكن، بعيدا عن أخبار الجغرافيا يتعجب المراقبون كيف تجاوز الهمة وبنكيران خلافاتهم بسرعة البرق، ونسوا عدوانهم ورجعوا للجلوس في صالونات البيوت، واحتساء أكواب الشاي المنعنع وكأن شيء لم يقع! صحيح في السياسة ليس ثمة عدوات دائمة ولا صداقات دائمة.