هذه أغرب خرجاته بامتياز، ليس لأنه رئيس الحكومة، ولكن لأنه ابن كيران. بصم الحياة السياسية والبرلمانية بطريقته المثيرة في التواصل، في البرلمان وفي الحزب وفي المشور السعيد حيث الوزارة الأولى ... وفي كل مكان يرحل إليه ابن كيران لا بد وأن يترك خلفه بصمة من بصماته الفريدة. تتذكرون بالتأكيد حكاية الزيادة في أسعار المحروقات، وتتذكرون كيف دافع ابن كيران عن هذه الزيادات، وكيف أصر أنها لن تمس المواذ الغذائية، "ليبانان" والبطاطا ومن هناك انطلق في ابتكار طريقة خاصة في التواصل لم يسبق لوزير أن اشتهر بها ... وها هي العيالات والحمام .. ثم التماسيح والعفاريت التي تسربت في نظره إلى السياسة، والمخلوقات التي لا يعرفها إلا هو .. ثم ذكريات السجن مع الرميد برفقة "الشمكارة" .. ثم التقزديرة .. واللي فيه الفز يقفز ... مسلسل طويل من المفردات الفريدة في قاموس التواصل السياسي لرئيس الحكومة، ولذلك بالضبط أصبح محط اهتمام الجميع، ومن هذا الجميع قناة "نسمة" التي خصصت له حلقات من "ليغينيول" وبات بطلها المغاربي بامتياز. سجل رقما قياسيا في الظهور لوسائل الإعلام، مقارنة مع سابقيه. واتسمت خرجاته (قفشاته) بالغرابة، حيث ما فتئ ينعت خصومه ومعارضيه بالعفاريت والتماسيح، ووصل به الحد إلى وصفهم في إحدى المناسبات بالدينصورات. وتبقى أهم طلعاته في بداية مساره على رأس الحكومة الحالية، هي قصة ربطة العنق ( الكرافاتة ) التي قال، بعد تعيينه رئيسا للحكومة، انه يمقتها ويضعها مكرها. ويذهب منتقديه إلى أنه ضيع حوالي تسعة اشهر في تلك القفشات، اأكثر من انكبابه على التنزيل السليم للدستور وممارسة صلاحياته للإصلاح ومحاربة الفساد، فإذا به يقضي وقتا طويلا في "البكاء" على عفاريت تطارده وتحول دون الإصلاح الذي يبتغيه. لهذا تلاحظون أن السيد عبد الإله بنكيران، لم يتخلص من جلباب المعارضة رغم مرور سنة كاملة على تقلده مسؤولية قيادة أول حكومة حملتها رياح التغيير والدستور الجديد، وما فتئ يهدد بعودة الربيع العربي، ودعوته للإستفادة من ما يحصل لجيراننا في كل من مصر وتونس. "فبراير.كوم" اختارت لكم أبرز قفشاته لسنة 2012.