تعرض برلماني العدالة والتنمية عبد الصمد الإدريسي للاعتداء من طرف قوات الأمن بشارع محمد الخامس، بعدما أراد التدخل لفك أحد المعطلين من أيدي رجال الأمن. طبعاً أمر كهذا نندد به ونعتبره غير مقبول في حق أي مواطن عادي، فما عساك نفعل إذا تعلق الأمر ببرلماني يمثل الشعب. لكن المثير في الأمر هي ردود الأفعال التي أثارتها الواقعة، حيث تضامن الجميع مع البرلماني (و هذا شيء عادي)، وراسل رئيس مجلس النواب الحكومة لطلب تفسير عن ما حدث، وحتى رئيس الحكومة تضامن مع برلماني حزبه (حسب قول السيد النائب المحترم). شيء جميل كل هذا التضامن، لكن ما لا نفهمه هو أنه لا أحد من كل هؤلاء تضامن يوماً ما مع المعطلين الذين يجلدون كل يوم أمام البرلمان. ولم نسمع أن السيد غلاب راسل من قبل الحكومة لطلب تفسير حول ما يقع أمام البرلمان كل يوم، أو أن رئيس الحكومة ندد بالجلد والقمع الذي يتعرض له الشباب أمام البرلمان صباح مساء. فهل للبرلماني قيمة أكثر من قيمة أي مغربي آخر سوى شرف تمثيله للشعب داخل القبة ؟! فعلاً وصلنا اليوم إلى قمة العبث عندما اصبحنا ندافع عن حقوق البرلمانيين ونندد ونصرخ، لكننا لا نندد ولا نصرخ عندما يتعرض المواطنون البسطاء للسب والشتم والإهانة والجلد وهم من أوصلوا هؤلاء البرلمانيين إلى البرلمان بأصواتهم ؟! ليس من حق قوات الأمن أن تعتدي على أي مواطن كان برلمانياً أو عاطلاً أو غير ذلك، لأن قوات الأمن لها دور حفظ الأمن وبعث الطمأنينة في القلوب. لكننا اليوم نعيش حياداً للأمن عندما يقطع المجرمون الطرق ويغتصبون القاصرات وعاملات الأحياء الصناعية، وعندما يتعلق الأمر بأصحاب الدبلومات تستعرض قوات الأمن عضلاتها وسلطتها. لكن الغريب في الأمر هو رد فعل البرلماني نفسه الذي قرر متابعة المسؤولين عن الواقعة قضائياً، ولم يتفوه بكلمة نقد واحدة في حق الحكومة. علماً أن الحكومة ورئيسها هم أول المسؤولين عما حدث له، كيف ذلك؟ من « سلخ » برلماني العدالة والتنمية عبد الصمد الادريسي بشارع محمد الخامس ؟ - القوات المساعدة. ومن يعطي الاوامر للقوات المساعدة ؟ - وزارة الداخلية و من يتحكم في وزارة الداخلية ؟ -الحكومة ومن يرأس الحكومة ؟ - عبد الإله بنكيران ومن هو عبد الإله بنكيران ؟ - رئيس حزب العدالة والتنمية يعني أن المسؤول الأول عن ما حدث هو رئيس العدالة والتنمية .. فلماذا إذاً لم يندد البرلماني بقرارات رئيس الحكومة ؟ أم أنه سيتابع رئيس الحكومة قضائياً ؟