الجماعة تختار منطق التجديد وسط الاستمرارية العبادي قائدا روحيا للجماعة وأرسلان قائدا سياسيا لم يكن مفاجئا انتخاب محمد العبادي أمس على رأس جماعة العدل والإحسان خلفا للمرشد عبد السلام ياسين، مؤسس الجماعة التي توفي يوم 13 دجنبر الماضي. لكن المفاجأة التي أعلنت عنها الجماعة أمس في ندوة صحفية في سلا هي تخلي الجماعة عن منصب المرشد ودفن هذه الصفة مع الشيخ ياسين وإطلاق صفة أمين عام الجماعة على خلفه محمد العبادي (63 سنة) الأكبر سنا بين أعضاء مجلس الإرشاد إلى جانب انتخاب نائب له، هو فتح الله أرسلان، الذي استمر كناطق رسمي باسم الجماعة. الجماعة اختارت نوعا من التغيير في ظل الاستمرارية حيث انتخب مجلس شوراها أحد مريدي الشيخ ياسين، حيث لم يخرج المجلس عن اختيار شخصية تربوية وصوفية قريبة جدا من الشيخ الراحل، هذا، فيما عمدت إلى تحديد ولاية الأمين في خمس سنوات قابلة للتجديد مرات عدة كشكل من أشكال تحديث نمط تسيير الجماعة. وكان العبادي سبق أن صرح قبل أيام إنه: «ليس أهلا للمسؤولية، وأن أدنى عضو في الجماعة يمكن أن يسير ليس فقط جماعة وإنما دولة كاملة، لأن مواصفات القيادة هي الصدق والإخلاص». وتذهب القراءة الأولية لعملية انتخاب الأمين العام ونائبه إلى أن الجماعة منحت الأمين العام المسؤوليات الروحية، في حين أوكلت إلى نائبه فتح الله أرسلان مسؤولية الإدارة السياسية لأكبر جماعة إسلامية في المغرب. وتقع على مسؤولية المرشد الجديد تدبير تحديات كثيرة كانت لا تطفو على السطح في زمن الشيخ ياسين، من أبرزها قضية إدارة الاختلاف بين التيارات الموجودة وسط الجماعة، وهي تيار أسرة الشيخ، وعلى رأسهم نادية ياسين، التي ابتعدت نسبيا عن الجماعة في الآونة الأخيرة، وزوجها عبد الله الشيباني وصهر الشيخ منير الركراكي، وتيار طلبة العدل الذين وجدت الدائرة السياسية لاحتواء مطالبهم، أما التيار الثالث فيمثله التيار التقليدي، أي تيار الزاوية الصوفية. أما الرهان الثاني فهو الحفاظ على الخط السياسي للجماعة، فيما الرهان الثالث هو تقوية التنظيم.