سطوا على 20 هاتفا ذكيا وسيارتين ومبالغ مالية بواسطة الكروموجين والسيوف أنهت عناصر الشرطة القضائية، يوم الخميس، كابوس عصابة لملثمين روعت سكان مدينة صفرو، حيث تمكنوا من فك لغز هذه العصابة باعتقالهم لرئيسها والذي شكل مفاجأة غير سارة لرجال الأمن وقنبلة مدوية للسكان، الذين أصيبوا بالذهول حين علموا أن المجرم الموقوف هو ابن مسؤول أمني بالأمن الإقليمي لصفرو، ظل يعبث بأمن الناس وممتلكاتهم في غفلة عن الأمن.
وحسب المعلومات التي توصلت بها فبراير.كوم، فإن اعتقال زعيم الملثمين، جاء إثر تنفيذهم ليلة الأربعاء الخميس، ل12 عملية سرقة بأحياء مختلفة بالمدينة، توزع ضحاياهم على أحياء «حبونة» و»طريق الرصايف» و» الرشاد» و»بنصفار»، حيث تمكنوا بطريقة هوليودية من شل حركة شخص بواسطة «غاز الكروموجين»، حين غادر سيارته بوسط المدينة، وسطوا على السيارة ومبلغ مالي يزيد عن مليون سنتيم.
و خلال الليلة نفسها تابع عناصر عصابة ابن المسؤول الأمني عملهم الإجرامي، بتنقلهم بواسطة السيارة المسروقة، وهم يخفون ملامح وجوههم بالأقنعة، شاهرين السيوف للتهديد والحصول على كل ما يطلبونه من ضحاياهم، حيث استحوذوا على ما يزيد عن 20 هاتفا محمولا، أغلبها من الهواتف الذكية. وتمكن الجناة من التسلل إلى عدد من المنازل ، وسرقة سيارة ثانية بمدخل مدينة صفرو، كانت قادمة من مدينة فاس، وهي محملة بالمواد الغذائية، ليكبلوا سائقها ويسلبونه مبلغ 4 آلاف درهم ومحتويات السيارة من نوع «طويوطا»، قبل أن يلوذوا بالفرار.
وعاش مقر شرطة الأمن الإقليمي بصفرو، صبيحة أول أمس الخميس، حالة غير عادية، بعد أن تجمهر عدد من ضحايا عصابة الملثمين أمام مقر الشرطة، وبدأت أعدادهم تتزايد، مما أجبر مسؤول الأمن الإقليمي على استقبالهم والاستماع إلى شكاياتهم، حيث كشفوا لرجال الأمن عن أوصاف شخص لمحوه أثناء تعرضهم للاعتداء، بحكم أن القناع الذي كان يضعه على وجهه كان نوعا ما شفافا، بالمقارنة مع أقنعة أفراد العصابة الآخرين، بحسب تصريحات الضحايا.
وسارعت أجهزة الأمن بصفرو إلى استنفار جهودها لحل لغز الشخص الملثم، استنادا إلى أوصاف ضحاياه، حيث تم عرض مجموعة من الصور عليهم تخص ذوي السوابق في السرقات بالخطف، علها تقودهم إلى خيط يفيد في الكشف عن هوية المجرم، إلا أن عرض الصور لم يفض إلى نتيجة، سيما أن الضحايا كانوا يصرون، خلال معاودة الشرطة لاستجوابهم على أوصاف معينة تخص زعيم العصابة الإجرامية.
واتبعت عناصر الشرطة القضائية، بعذ ذلك فرضيات مختلفة، مركزة على ما حصلت عليه من معلومات وأوصاف وعبارات صدرت عن زعيم الملثمين، حيث أثمرت جهود الشرطة في ظرف وجيز إلى الوصول إلى شخص مشتبه به، والذي كان بمثابة المفتاح الذي قادهم إلى كشف ابن المسؤول الأمني الذي تنطبق عليه المواصفات التي أدلى بها الضحايا.
وبعد إبلاغ النيابة العامة بالواقعة، تحركت فرقة لعناصر الشرطة يتقدمهم والد الملثم المطلوب لديها، نحو منزل المسؤول الأمني بشارع طريق فاس، وتم إيقاف الشاب المتهم، والذي كان غارقا في النوم بغرفته، حيث لم يبد أي مقاومة، فيما أصيبت أمه واثنين من أخواته بالذهول لما رأوه من حضور أمني مكثف بمنزلهم، واعتقال الشاب، وهو بلباس النوم.
وعلمت «فبراير.كوم» أن ابن مسؤول الأمن الموقوف، اعترف بالمنسوب إليه، حيث أمرت النيابة العامة بوضعه رهن الحراسة النظرية، قبل إحالته اليوم(السبت) على الوكيل العام للملك، لدى محكمة الاستئناف بفاس من أجل تهم ثقيلة تخص «الضرب والجرح والسرقة الموصوفة وتكوين عصابة إجرامية منظمة، والتهديد بالسلاح»، فيما لا يزال البحث جاريا عن أفراد عصابته، الذين فروا إلى وجهة غير معروفة، إذ لم يتم بعد الكشف عن عددهم وهوياتهم، لأسباب سرية مرتبطة بالتحقيق، بحسب تصريح مصدر أمني مطلع.