تسود المسجد الأقصى المبارك، اليوم الأحد، حالة من التوتر، عقب اقتحامات جديدة واستفزازية نفذتها جماعات المستوطنين اليهود للمسجد منذ ساعات الصباح، من باب المغاربة، بحراسات مشددة، من شرطة الاحتلال الخاصة. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن حراس المسجد قولهم إن شرطة الاحتلال حالت دون وقوع مواجهات واشتباكات بالأيدي بين مستوطنين متطرفين والمصلين، في حين تدخل حراس المسجد لمنع اعتقال أي مواطن أو مرابطة منه. وأوضحت أن التوتر بدأ يتصاعد، حينما تعمدت مجموعة من المستوطنين الجلوس على إحدى مصاطب العلم قرب باب المغاربة، لاستفزاز طلبة مجالس العلم، الذين شرعوا بالاحتجاج بصيحات التكبير والتهليل، وعبارات الإدانة لتصرفات شرطة الاحتلال ومستوطنيه. وأشارت إلى تواجد عدد كبير من المصلين وطلبة مجالس العلم ومدارس القدس في المسجد المبارك، وإلى الانتشار الواسع لحراس وسدنة المسجد في كافة أرجائه. وكانت الجماعات اليهودية المتطرفة نظمت الليلة الماضية، احتفالات خاصة بما يسمى « عيد الأنوار » (الحانوكاة) العبري، وأشعلت النيران على بعد أمتار من المسجد الأقصى، وتحديدا في مرتفع قرب حائط البراق، بمشاركة عدد من قادة الاحتلال وكبار الحاخامات، فيما دعت منظمة « أمناء جبل الهيكل » اليهودية المتطرفة أنصارها إلى المشاركة في اقتحامات واسعة للمسجد يوم غد الاثنين، ودعت المتشددين من سكان مستوطنة « مودعين » قرب رام الله، إلى المشاركة في هذا الاقتحام. كما دعت منظمة « طلاب لأجل الهيكل »، وجماعة « نساء لأجل الهيكل »، ومنظمة « هليبا »، و »معهد المعبد الثالث » جمهور المستوطنين اليهود إلى المشاركة الواسعة في اقتحام الأقصى، وذلك لتنفيذ ما أسمته الجزء الثاني من برنامج « عيد الأنوار »، وتنظيم فعاليات خاصة فيه. من جانبه، حذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، من هذه الدعوات، مشيرا إلى أنها تأتي في سياق الحملة المسعورة التي تقودها حكومة الاحتلال الإسرائيلية لتهويد المدينة المقدسة. وناشد المصلين من أهل القدس، وأراضي عام 1948، ومن يستطيع الوصول إلى الأقصى من مختلف أرجاء فلسطين تكثيف شد الرحال إليه، وتعزيز تواجدهم فيه من أجل حمايته، والحفاظ عليه من الاعتداءات، والانتهاكات المستمرة والمتزايدة ضده.