العرائش بين الذاكرة و الحاضر" هو عنوان معرض الصور الفوتوغرافية للفنانة الاسبانية غابريلا غريش، الذي يقام حاليا و إلى غاية الثالث من مارس بقاعة العروض بمعهد سيرفانتيس بالرباط. المعرض يقدم لزواره ثلة من الصور التي تجعل"المتذوق" لرؤيتها يسافر بذاكرته إلى الماضي، ويحاول استدراك التعاقب الحضاري الذي ساهم في منح المدينة العديد من المعالم التاريخية، وكانت بذلك من أهم الثغور الاستراتيجية بشمال المغرب، الأمر الذي جعلها تشتمل على ثقافتين مختلفتين وهندسة معمارية متميزة خاصة ما يتعلق بالهندسة الموريسكية. صور غابرييلا التي عاشت طفولتها بالمدينة ما هو إلا انتساب للمكان ثقافيا وجماليا، وكأنها تحاول ربط الماضي بالحاضر، ربط سطوع الشمس فوق البحر، ربط ذاكرة الأرصفة مع الحاضر بطريقة فنية وتقنية ميزت التعايش والانسجام في "فضاء متعدد الثقافات بامتياز". ولم تقتصر الفنانة الاسبانية فقط على رصد صور المدينة من الجانب العمراني، بل حاولت الدخول في جو انفعالي وانساني مع الإنسان في حياته البسيطة، من خلال بورتريهات أخذت الشكل التربيعي لأشخاص، تارة تجدهم سعداء وتارة أخرى متحسرين، وفي هذا كله كانت أهم الوسائل تعبيرا عن هذه الحالات الانسانية هو مدى ارتباط الإنسان بالمدينة التي رأى فيها النور وتعلم فيها معنى الانتماء ومعنى الحياة غابريلا برعت في الوصول إلى دواخل الناس، فالوجه أشبه ما يكون بكتاب مفتوح الجذير بالذكر أن غابريلا غريش حصلت على جائزة الإبداع الفني من بلدية مدريد سنة 2008 على مشروعها"العرائش بين الذاكرة والحاضر". وقد نظم المعرض بتعاون مع AECID، وزارة الثقافة بإسبانيا، البيت العربي، مؤسسة الثقافات الثلاث، بيت السفراء، بيت البحر الأبيض المتوسط وبلدية مدريد. وبهذا تكون الفنانة الاسبانية قد أبرزت أشعة التفاؤل والاحتفاء بمكانة ذاكرة مدينة العرائش، التي تكاثرت فيها الجدران وغيرت نوعا ما من مشهدها الحضاري ، هذا المشهد المؤثث بعوالم ونظرة غابريلا، فالذاكرة لا تنسى