البيضاء ورغم التنسيق المسبق والمحكم بين مختلف التيارات التي دعت لمسيرة التصامن مع غزة، إلا أن " المخزن " فعل فعلته وجيّش مجموعة من المواطنين عبر حافلات النقل العمومي، وعاينت " فبراير.كم " تدخل مجموعة من رجال القوات المساعدة بزيهم الرسمي للتحكم بمسار لمسيرة، وتقسيمها على كوكبات. الساعة تشير إلى الثامنة والنصف، لجنة مكونة من مختلف التيارات السياسية والنقابية والحقوقية، تجتمع بمقر الكونفدرالية الديمقرطية للشغل، نفس الوجوه التي قادت حراك 20 فبراير تلتئم لوضع اللمسات الأخيرة للمسيرة، وتحضير مختلف السيناريوهات المحتملة، خاصة وأن الأنباء الواردة من " ساحة النصر " تفيد وصول مجموعة من حافلات النقل العمومي، لنقل مواطنين أغلبهم يمسكون راية الوطن بيد وصورة الملك في اليد الأخرى. المشهد يكتمل أمام مقر الكونفدرالية ب " درب عمر " فور وصول "الهوندة" التي اشتهرت طيلة سنة من مسيرة حركة 20 فبراير، أحد الوجوه القيادية في شبيبة العدل والإحسان البيضاء يصرح ل "فبراير.كم " أن مجموعة من " العقلاء كثفوا الجهود والاتصالات كي تكون المسيرة موحدة. انتهى اجتماع اللجنة، وحدد الفرقاء من بينهم ما يسمى " بلجنة اليقظة "، لتأطير المسيرة والتدخل بحزم خلال اختراقها لمختلف شوارع وسط المدينة. تنطلق "الهوندة" متقدمة المنظمين، لتلتحق بحشود أغلب الوجوه داخلها من جماعة العدل والإحسان، وتنطلق بذلك سمفونية الشعارات، المنددة بالعدوان الإسرائيلي على فلسطين، والغاضبة على الحكام العرب الذين وصفوا في شعارات عدة ب " الخائنين والأصفار "، ولم يسلم المستشار الملكي أندري أزولاي من شعارات وصفته ب " الصهيوني ". خلال نطلاق المسيرة، حاولت مجموعة من الكوكبات التفرع داخل أزقة، وتشتيت مسار المتضامنين، وهو ما تدخل ضده الداعون الفعليون للشكل. وكما عاينت " فبراير.كم " ذلك كان فرد من القوات المساعدة بزيه الرسمي منتصبا قرب زقاق، ينصح مواطنين بعدم اتباع مسار الكوكبات التي تقودها " هوندات " اليسار والعدل، وقال لإحدى المواطنات " دوري من هنا دوك الخرين راه غدي نمنعوهم ". استمرت الحناجر في عزف أناشيد وشعارات المقاومة والممانعة ورفض التطبيع، فيما انتصبت مختلف القيادت الوطنية للإطارات المشاركة في مقدمة المسيرة، كان من بينهم منعم أوحتي عضو الكتابة الوطنية لحزب الطليعة الديمقراطي الإشتراكي وهو من أبرز وجوه 20 فبراير البيضاء، والقيادي الشاب في جماعة العدل والإحسان عمر أحرشان، إلى جانب الكاتب الوطني للنهج البراهمة ورفيقه الحريف، وكذا نائب رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عبد الحميد أمين، ومختلف القيادات السياسية لأحزاب الإتحاد الإشتراكي والإشتراكي الموحد والمؤتمر الوطني الإتحادي، ونقابيين وحقوقيين. ومن المستملحات داخل المسيرة، هي تصريحات مواطنين ( ستنقلها " فبراير.كم " صوتا وصورة ) كشفوا أنهم تلقوا دعوة لحضور المسيرة من مقدم الحومة مباشرة، عبر طرقه للباب، وقد عاينت " فبراير.كم " مجموعة من الشباب، يظهر أنهم من جماهير الفرق الكروية، يحملون أعلاما ويرددون شعارات خارج سياق المسيرة، بل منهم من حاول اختراق مقدمة المسيرة عند وصولها لشارع " باريس "، وهو الفعل الذي استهجنه المنظمون في حديثهم إلى " فبراير.كم ". وكان من الصعوبة بما كان تحديد العدد التقريبي لعدد المشاركين بالمسيرة، بحكم تفرعها داخل أزقة ودروب مختلف الأحياء بوسط المدينة. وكانت نقطة النهاية قرب ساحة " نيفادا " بشارع " الحسن الثاني " ليلقي أحد أعضاء نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل كلمة الختام، وتتفرق السبل بين المشاركين والمنقولين للمشاركة.