حطمت أحلام مستغانمي كل التوقعات، بعدما قضت حوالي 5 ساعات كاملة في توقيع المئات من النسخ من روايتها الأخيرة "الأسود يليق بك"، التي انتظرها عشاقها بشغف كبير، لا سيما على صفحات الفيس بوك ومواقع الأنترنت. وجود الأديبة الجزائرية المتألقة، أحلام مستغانمي في معرض الشارقة الدولي للكتاب، عشية أول أمس الجمعة لتوقيع "الأسود يليق بك" أحدث حالة طوارئ حقيقية بين الزوار، لدرجة لم يتمكن معها المشرفون على حفل التوقيع، من التحكم في الأعداد الكبيرة لعشاق صاحبة الجلالة، ممن اكتظت بهم قاعة الاحتفالات الكبرى على مستوى مركز إكسبو الشارقة، بحضور شخصيات بارزة، تتقدمهم الشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي، رئيسة جمعية الناشرين الإماراتيين، إلى جانب عدد من الوجوه الثقافية الفاعلة . أحلام مستغانمي التي وعدت جمهور قرائها بإطلاق روايتها الأخيرة يوم 9 نوفمبر الجاري ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته ال31، حاولت تلبية طلبات أكبر عدد من القراء، حيث شهدت القاعة تدافعا قويا، وصراخا، وإصرارا من طرف العشرات على الوصول إليها بأي طريقة، وهو ما تطلب وقتا كبيرا من أجل تنظيم الصفوف وجهدا أكبر من المنظمين، لاحتواء جمهور القراء الحاضرين، وشهدت نسخ "الأسود يليق بك" نفاذا سريعا، من جناح منشورات هاشيت أنطوان اللبنانية، التي عرضت الرواية حصريا، ضمن فعاليات المعرض، وقال أحد المشرفين على الدار، إن الطلب على الرواية الأخيرة بدأ منذ الأيام الأولى للمعرض، وبعد دقائق قليلة من عرض الرواية، شهدت إقبالا كثيفا وقويا للغاية، كما استمر توقيع روايتها أكثر من ساعتين من الزمن، ناهيك عن عشرات الراغبين في التقاط الصور الفوتوغرافية. أحلام بتواضعها المعروف، وابتسامتها العذبة، قدمت اعتذارها لعشرات القراء والحاضرين والقادمين من كل مكان، ممثلين لجنسيات عربية مختلفة، جمعهم ووحدهم عشقهم لأدبها ورواياتهما، فلم يكن غريبا أن تصنع أحلام الحدث، ويكون استقبالها مرة أخرى كاستقبال أكبر النجوم، كيف لا وهي شمس جزائرية أضاءت الأدب العربي، مثلما وصفها الرئيس الجزائري الراحل أحمد بن بلة. وأصرت مستغانمي على إرضاء جميع المتواجدين الذين فاق عددهم المئات، ورفضت بكل شكل من الأشكال اقتراح المنظمين بأن تجلس في القاعة الشرفية، ويقوم المنظمون بحمل نسخ الرواية من القراء إليها لتوقيعها، فكان أن عادت للقاعة، وسط تصفيقات المعجبين، وأعلنت أنها ستقوم بتوقيع الرواية وأخذ الصور التذكارية مع الجميع، وهو ما ساهم في تهدئة الأوضاع قليلا، وتنظيم صفوف المتواجدين، بعدما أكدت صاحبة "ذاكرة الجسد" أنها لن تغادر إلا بعد مغادرة آخر الموجودين، ما ترك انطباعا قويا وطيبا لدى جمهور الزوار، الذين أشادوا بتواضعها، ورقتها، واحترامها وتقديرها لجمهورها، رغم أن الأمر تطلب منها جهدا كبيرا، لا سيما وأن حفل التوقيع استمر لأكثر مما كان محددا له، فقضت أحلام مستغانمي حوالي 5 ساعات كاملة، في توقيع نسخ آخر رواياتها. "الأسود يليق بك"، التي تأتي في طبعتين إحداهما عادية والثانية فاخرة، مرفقة بقرص مضغوط يحمل عددا من الأغاني التراثية الأوراسية، وتدور أحداث الرواية حول فنانة جزائرية كان والدها مطربا، ويُقتل على يد الإرهابيين الذين يهددونها هي الأخرى بالقتل لأنها تعمل مُغنية، فتضطر إلى أن تغادر الجزائر مع والدتها السورية إلى الشام، وتعيش حياتها هناك كفنانة، وتظل ترتدي ملابس سوداء منذ ذلك الحين ولا ترضى بتغييرها، إلى أن تلتقي بشاب لبناني تعجبه عزتها وأصالتها، ويكون لها معه قصة طويلة.