لست أدرى اى ريح امالت ضمير أبناء الصويرة حتى اغفلوا تاريخ مدينتهم .فلطالما شدني الحنين إلى الماضي .كلما مررت بجانب حي او على جنبات الشاطئ أو الميناء .إن أسمى ماحصل معي هوحنينى الى الماضي الرياضي والثقافي والاجتماعي و السياسي ومحاولة ابرازبعض معالمه الى جيل اليوم والى الأجيال القادمة . فالموروث الحضاري للمجتمع الصويرى شئ جميل والاجمل النبش في أغواره لفك طلاسمه . تلاشت الأفكار وذهبت مع الريح هل هو ريح الشرقي المعروف بالصويرة .هلموا معي لننبش في ذاكرة الماضي لاكتشاف أسراره ومكنوناته. كما أن لكل إنسان كتابه فلكل كتاب قارئه والداكرة ماهي الى لمحة عن حياتنا الطفولية وما حاط بها من اسرار.اكتب عن الماضي الذي لن ننساه وعن ذكريات الطفولة .فكرتي تتجلى في قراءة الماضي من خلال الأشخاص الذين التقى بهم وكذالك من خلال الوثائق والصور التي أتوفر عليها . فاتجهت إلى التفكير بالكتابة عن ماالت إليه الفكرة التي كانت تخالجنى منذ مدة . لكي أدون وأوثق للأجيال الصاعدة والناشئة المتعطشة لكل ماهو قديم جد القدم لكل ماقيل وسيقال في المستقبل القريب إن شاء الله. فالتاريخ الحقيقى إن لم يكتب اليوم سينصف غدا.إن مدينة الصويرة فقدت مجموعة من مواطنيها في أواخر الستينات .فهؤلاء المواطنين بنوا لأنفسهم سمعة لامثيل لها .قوامها المعاملات النزيهة والعيش النظيف مع احتفاظهم بتقاليدهم وصفاتهم. ولا ننسى إنهم ضربوا مثالا لكثير من المسلمين والمسيحيين في الرزانة والتشبث بالدين.إنهم سكان الصويرة وأهل موكادور اللذين افتقدناهم فهاجروا رغما عنهم أو برضاهم إنهم اليهودالذين خلفوا أثارا واحداثا وذكريات لاتنسى . نسمع عنها ونداولها بيننا نحن شباب موكادور.فيجب إعادة النظر ودراسة ماضي لم ولن يمحى من الذاكرة...لم تكن الصويرة في الماضي مجرد مدينة عادية شانها شان باقي مدن المملكة بل كانت قطبا تجاريا مهما ساهم فيه اليهود بشكل كبير