قال وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العال، الأحد، إن سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، سيقدم للمحاكمة “في غضون أسابيع أو أشهر”. وأضاف عبد العال في مقابلة مع شبكة CNN أن التحقيقات في ظروف وفاة العقيد معمر القذافي بعد اعتقاله نهاية العام الماضي، ربما تكتمل قريبا. وأشار إلى قضية سيف الإسلام القذافي، الذي ألقي القبض عليه في نوفمبر الماضي في مدينة الزنتان، ستسلم إلى المحاكم بأسرع وقت بعد أن يكمل المدعي العام تحقيقاته. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية بعد زيارتها لسيف الإسلام في السجن العام الماضي انه ينبغي أن يكون له محام، ولكن عبد العال قال إن الحكومة ستؤمن له واحدا إذا طلب ذلك. وتجاهل عبد العال الاتهامات بأن السلطات تقوم بتعذيب المعتقلين في ظل الحكومة الجديدة، وقال: “ليس هناك انتهاكات منهجية كما كان الأمر في ظل نظام القذافي،” لكنه أردف قائلا “قد تكون هناك حالات من الأفراد الذين ينفذون القانون بأيديهم”. وقتل معمر القذافي في أكتوبر بعد شهرين من خلعه من قبل المقاتلين المتمردين. وقال عبد العال إن ظروف وفاته معقدة، مضيفا “لقد كانت في ساحة المعركة، وكان يحمل أسلحة، وكان هناك مقاتلون حوله، لم يكن لأحد السيطرة على هؤلاء المقاتلين”. واعترف عبد العال أن الحكومة الانتقالية لم تنجح حتى الآن في دمج الميليشيات من مدن مختلفة في قوة أمن وطنية، قائلا إن زيارته إلى بريطانيا جاءت لطلب المساعدة في هذه المهمة. ومن جهة اخرى فقد طلب المجلس الانتقالي الليبي السبت من النيجر تسليمه الساعدي القذافي نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، على اثر اعلانه نيته العودة الى ليبيا في تصريحات اطلقها خلال مقابلة مع قناة العربية. وقال الناطق الجديد باسم المجلس محمد نصر الحريزي في بيان ان “المجلس الوطني الانتقالي المؤقت يطلب من حكومة النيجر ان تقوم بتسليم الساعدي ومن معه من الفارين من العدالة الى السلطات الليبية على الفور حتى تحافظ على علاقاتها ومصالحها مع الشعب الليبي”. وكان الساعدي القذافي اعلن في مقابلة عبر الهاتف من النيجر مع قناة العربية انه سيعود الى ليبيا “في اي لحظة” مضيفا ان القسم الاكبر من الشعب الليبي غير راض عن الاوضاع الحالية. وقال الساعدي القذافي ان “سبعين في المئة من الموجودين في ليبيا غير راضين عن الوضع الحالي” مشيرا الى انه اجرى اتصالات بالمجلس الوطني الانتقالي وعدد من القبائل وميليشيات اخرى. وصرح الساعدي القذافي “هناك انتفاضة تكبر كل يوم وستكون هناك انتفاضة في كافة انحاء البلاد”. وتابع “عودتي الى ليبيا ستكون في اي لحظة، وساعمل على منع عمليات الانتقام والثأر”. من جهته نفى الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي حصول اي اتصال بالقذافي. وقال محذرا “ليعلم الساعدي ومن يقف وراءه ان ثوار 17 فبراير لم يلقوا سلاحهم بعد وانهم على اهبة الاستعداد لمواجهة اي محاولة طائشه بقوة لم ولن يتصورا مداها أو شدتها”. وكان الساعدي القذافي (38 عاما) فر من ليبيا عبر حدودها الجنوبية الى النيجر في غشت الماضي اثناء سقوط طرابلس الذي انهى حكم والده الذي استمر 42 عاما. ومنحت النيجر القذافي حق اللجوء وترفض تسليمه الى طرابس على الرغم من المطالبات المتكررة للسلطات الليبية. وتتهم السلطات الليبية الساعدي القذافي “بالاستيلاء على ممتلكات بالقوة والترهيب في حقبة ترؤسه للاتحاد الليبي لكرة القدم”. واصدر الانتربول “مذكرة حمراء” بحقه لمطالبة دوله الاعضاء ال188 بتوقيفه. وكان رئيس النيجر محمد ايسوفو اعلن في 11 نوفمبر ان بلاده قد منحت الساعدي القاذفي حق اللجوء “لاسباب انسانية”.