كثيرة هي الأخطاء اللغوية الشائعة التي يقع فيها عامة الناس و خاصة المنتسبون منهم لوسائل الإعلام، و في الورقة التالية استعراض لبعض من هذه الأخطاء أوردناها تعميما للفائدة و فتحا لكل نقاش مثمر، و أحيلكم لمزيد من الاستفادة على كتاب " معجم الأخطاء الشائعة" الصادر بلبنان سنة 1979 لمحمد العدناني عضو شرف في مجمع اللغة العربية الأردني: * سافر في الطائرة * من الأخطاء الحديثة الشائعة، ما انتقل إلينا من الترجمات الحرفية عن الانكليزية، كقولهم: خذ الطائرة، و الصواب: سافر في الطائرة أو أركب الطائرة. و شبيه به قولهم: خذ وقتك، و الصواب: تأن أو تمهل. * سنة مدرسية * يقولون: قضى في معهدنا سنة دراسية، و الصواب: سنة مدرسية، لأن السنة المدرسية لا تشمل فصل الصيف، و تتخللها مجموعة من العطل، بينما السنة الدراسية سنة كاملة من الدراسة المتواصلة مما لا يتاح للطلاب في المدارس. * وقف تجاهي أو قبالتي * يقولون: حدثته عندما وقف أمامي، و الصواب: حدثته عندما وقف تجاهي أو قبالتي أو إزائي، لأن المرء يحدث غيره و هو يواجهه. و " وقف أمامي " تعني وقف مديرا لي ظهره كما يدير الإمام ظهره للمصلين، و لا يحدث المرء إنسانا آخر عادة إلا إذا كان أحدهما يرى وجه الآخر. * حنى رأسه * يقولون: أحنى رأسه أي عطفه، و الصواب: حنى رأسه يحنيه ، أو حنا رأسه يحنوه، أو حنى رأسه تحنية، لأن معنى أحنت المرأة على أولادها حنوا: عطفت عليهم، و أقامت معهم، و لم تتزوج بعد أبيهم. و أحنى عليه: عطف أو شفق. * تخرج في المعهد * يقولون: تخرج من معهد كذا، و الصواب: تخرج في معهد كذا، لأن تخرج معناه تعلم و تدرب، و هو خريج (بكسر الخاء) و خريج (بفتح الخاء) و متخرج (بضم الميم). أما الذي يتعلم في معهد، و يفوز بشهادة، فنقول إنه تخرج في معهد كذا، و فاز بشهادته. * ألقى خطبة * يقولون: ألقى فلان خطابا بديعا، و الصواب: ألقى خطبة (بضم الخاء) و جمعها خطب، لأن الخطاب هو المكالمة أو المواجهة بالكلام، أو ما يخاطب به الرجل صاحبه، و نقيضه " الجواب ". * حار في أمره * يقولون: احتار في أمره، و الصواب: حار في أمره، لأن الفعل ( احتار ) لم تتفوه به العرب. * تردد إلى المكتبة * يقولون: تردد على المكتبة، و الصواب: تردد إلى المكتبة أي جاءها المرة بعد الأخرى. * أرسل إليه المال * يقولون: أرسل له مالا، و الصواب: أرسل إليه مالا. جاء في الآية 73 من سورة المائدة ( و أرسلنا إليهم رسلا). * سياح * يجمعون سائح على سواح، و الصواب: سياح، لأن الفعل يائي، ساح في الأرض يسيح و ليس يسوح، و منه قوله تعالى في الآية 2 من سورة التوبة ( فسيحوا في الأرض أربعة أشهر). * متضلع من اللغة العربية * يقولون: فلان متضلع في اللغة العربية، و الصواب: فلان متضلع من اللغة العربية، لأن الفعل " تضلع " معناه امتلأ شبعا أو ريا، و منه تضلع يتضلع من زمزم، و هو لا يتعدى إلا بحرف الجر (من). * مثل هذه الأمور بسيط * يقولون: مثل هذه الأمور بسيطة، و الصواب: مثل هذه الأمور بسيط، لأن ( بسيط ) خبر ل ( مثل )، و الخبر يجب أن يكون مذكرا إذا كان المبتدأ مذكرا، و ليست كلمة ( بسيط ) خبر ل ( هذه ). * موسيقا * يكتبون: موسيقى بالألف المقصورة، و الصواب: موسيقا، لأن جميع الكلمات الأعجمية المنتهية بالألف تكتب بالألف العادية غير المقصودة (التكنولوجيا، الجغرافيا، ألمانيا، إسبانيا،....)، ما عدا أربع كلمات هي: عيسى (عبرية)، موسى (عبرية)، كسرى (فارسية)، بخارى (فارسية)، كما جاء في صفحة رقم 35 من كتاب "أدب المملي" للمنفلوطي و رفاقه (الطبعة الأولى). و الجدير بالذكر أن كلمة (موسيقا) يونانية الأصل. * التدخين ممنوع * يقولون: ممنوع التدخين، و الصواب: التدخين ممنوع أو يمنع (بضم الياء) التدخين، لآن المبتدأ سابق على الخبر. * منذر بالخطر * يقولون: موقف خطير، و الصواب: موقف ينذر بالخطر أو شديد الخطر، لأن لكلمة (خطير) معاني كثيرة منها الرفعة و الشرف، فنقول رجل خطير أي رفيع الشأن، شريف (مجاز). و مثلها ( خطورة) بضم الخاء، فنقول خطر الرجل (بفتح الخاء و ضم الطاء) أي كان شريفا، و ذا مقام رفيع. * إسكاف * يقولون: إسكافي، و الصواب: إسكاف أو سيكف أو أسكف أو سكاف أسكوف، و الجمع: أساكفة. و الاسكاف هو: صانع الأحذية و مصلحها. و السكافة: حرفته. * مئة * يصرون على كتابة ( مائة ) بالألف بعد الميم المكسورة للتفريق بينها و بين ( منه )، و ذلك قبل أن يأمر الحجاج بن يوسف نصر بن عاصم، و يحيى بن العمر العدواني بنقط الحروف العربية، قبل توزيع القرآن على الأمصار. و عندما ظهرت ودرستا الكوفيين و البصريين إلى الوجود، أصر البصريون على إبقاء ألف ( مائة ) بينما رأى الكوفيون حذفها و حجتهم في ذلك سهولة التفريق بين ( مئة ) و ( منه ) بعد أن وضع أبو الأسود الدؤلي الضوابط ( الحركات و الشكل ) للحروف العربية ، و بعد أن نقطها نصر و يحيى السالفي الذكر. و في الواقع ليس في اللغة العربية كلها ألف قبلها حرف صحيح مكسور، لاستحالة النطق بالآلف بعد كسرة. * عاطل من العمل * يقولون: فلان عاطل عن العمل، و الصواب: فلان عاطل من العمل، أي باق بلا عمل و هو قادر عليه. و فعله هو: عطل ( بكسر الطاء) يعطل( بتسكين العين و فتح الطاء) عطلا (بفتح الطاء) و عطولا (بضم العين): خلا.