ازدهرت الحرفة بمدينة الصويرة لمدة طويلة لكنها بدأت في التراجع، لأسباب حصرها بعض أهل القطاع في لقائهم ب"المغربية" في انتشار ظاهرة تسويق المنتوجات القادمة من الخارج و بأسعار منخفضة، و ضعف التكوين و التكوين المستمر للصناع التقليديين، و في انعدام الوسائل العصرية الضرورية للإنتاج، و غياب تصاميم و نماذج تتماشى مع أذواق الزبناء، و اختفاء التجديد و الابتكار في المنتوجات و الاكتفاء بالنماذج القديمة التي خلفها الصناع القدماء. هذه الأسباب و غيرها، أثرت، بحسب بعض الصناع التقليديين من مدينة الصويرة، بشكل سلبي على صناعة الحلي الفضية و تهميش ما كان يصطلح عليه ب"الدك الصويري"، ما دفع ببعض الصناع إلى مغادرة الحرفة، و ببعض آخر إلى الهجرة نحو المدن المجاورة لامتهان حرف أخرى بعد أن ضاقت بهم سبل العيش الكريم، يحدث هذا بالرغم من كون قطاع الحلي الفضية يعد من القطاعات المنظمة و المهيكلة بالمدينة، بتوفره على ثلاث قيساريات تستقبل يوميا أعدادا لا يستهان بها من الزوار المغاربة و ألاجانب إضافة الى الزوار المحليين، و هي قسارية الصياغين و هي قديمة قدم الحرفة، و قيسارية ابن بكار و قيسارية الكنوز اللتان تم إحداثهما سنة 1982، و هذه القيساريات منفتحة على بعضها البعض و تتواجد بشارع الاستقلال. و الجدير بالذكر، أن الصناع التقليديين لحرفة الحلي الفضية يستقرون بدكاكين صغيرة و يستعملون أدوات تقليدية، و تعتمد الحرفة على مهارة "المعلم" و حداقة "المتعلم" أما طريقة العمل و أسرار المهنة فهي عند الجيل الأجيال السابقة شبه احتكار عائلي تتوارثه أبا عن جد. و يوزع العمل داخل بعض هذه الدكاكين الصغيرة بين الصناع، فهذا يصهر المعدن و ذاك يحفر أو يرصع الأحجار الكريمة، أما عن الإشكال التي ينتجها هؤلاء الصياغين فهي عبارة عن مجموعة متكاملة من الحلي مثل الخواتم المتنوعة و الأساور المختلفة و الدمالج و الأقراط المتباينة الأحجام، و الأحزمة و الخلاخل من الكرات الفضية أو الذهبية.