اختتمت اليوم فعاليات موسم لالة فاطنة بإقليم أسفي و أسدل معه الستار على عادات و سلوكيات تنهل من مغرب الجبن و التخلف، إلى درجة أن مجرد ملاحظة و متابعة ما يقام بلالا فاطنة قد يقود إلى تصنيف أصحاب هذه السلوكيات في خانة مواطني المغرب غير النافع كما يروج لها البعض. الصويرة نيوز وقفت على غرابة عادات أهل بادية عبدة و زوار لالا فاطنة من شتى أرجاء المغرب، و حاولت إثارة الانتباه إلي بعضها لعل المهتمين بمختلف العلوم الاجتماعية يتفاعلوا معها و يحاولوا على الأقل تناول الموضوع و خلخلة مجتمع خفيف و مضطرب حسيا و فكريا. دق العيدان أو التمني المستحيل. أول ما يتبادر إلى أدهان زائري موسي لالا فاطنة، التي جاءت إلى المنطقة على ظهر أسد كما هو شائع و ازدادت في شعبان و صامت رمضان، هي الرغبة في دق الأوتاد و إزالة ״التابعة״؛ حيث يقال و يتبادل الزوار جمل بلكنة دارجة من״ قبيل واش غادي دق العيدان في״ إشارة إلى عملية دق عيدان صغيرة بأحد فضاءات ضريح لالا فاطنة. يقوم الزوار باقتناء العيدان ببعض السنتيمات من بائعي الشمع و الأشياء التي يقتنيها الزوار لإدخالها لضريح الولية و الاتجاه نحو أماكن اختير لها أن تكون في بعض زوايا فضاء الضريح. و يقومون بدق العود المقتنى في الأرض مع تمنيهم الحصول على زوج أو سيارة أو أشياء أخرى خلال المدة الفاصلة بين موسم هذه السنة و السنة القادمة. و يتهافت الزوار من جميع الفئات مع تسجيل حضور وازن للمرأة على عملية غرس عيدان بحجر داخل التراب. الكي و انتظار أمير لن يأتي. صادفت الجريدة كذلك توافد حشد من الناس و حركة مستمرة داخل ضريح لالا فاطنة وذلك لأجل ما أسموه متحدثون إلى الجريدة إزالة ״التابعة״ و أوجاع الرأس و ״ العكس״ للائي يبحثن عن أمير قد يأتي أو لا يأتي. و يقوم المشرفات على عملية الكي بإشعال ورق من شموع أوقدت فوق فبر لالا فاطنة و كي جباه الزوار الذين يوجد من بينهم شابات جميلات يضعن نظارات على رؤوسهن كأنهن آتيات من زمن الجاهلية الحديثة. و خصص لهذه العملية باب للدخول و الخروج؛ فمكان الدخول لا يمكن للزائر و الطالب للشفاء و إزالة ״التابعة״ و ״العكس״ و القائمة طويلة الخروج من الباب الذي دخل منه لأن الرغبات لن تتحقق في ظل عدم الحفاظ على الطقوس المعروفة. التخلي عن الملابس و الدواجن و المواشي أو عندما يجن العقلاء. ما يلاحظ بالإضافة إلى هذه السلوكيات التي اشرنا إليها هو ذلك التصرف الغريب الذي يقوم به زوار الضريح؛ حيث تجتمع بمجموعة من جنبات الضريح كثل مهمة من الملابس التي رماها أصحابها و ذلك على خلفية اعتقادهم بأنه بإزالتها و التخلي عنها فهم يزيلون لباس ״التابعة״ من على سطح حياتهم و يرتدون ملابس أمل جديد. و يتخلى الزوار أيضا على دواجنهم و يتركونها داخل الضريح تصول و تجول إذ صادفت الجريدة دواجن ملطخة بالحناء بالضريح. و يتخلى عن المواشي كالخرفان في اعتقاد من يفعل ذلك أن كسبه و ممتلكاته ستزداد أو لتمكين هذه الكائنات من العيش خصوصا و أن الساكنة القريبة من المنطقة تعتقد أن لالا فاطنة تنشر الخصب و العطاء و تمنح الحياة و تعطي الزوج و الولد. و هناك من يتخلى عن حبال ربط البهائم و الأوتاد الحديدية التي تربط بها و أواني تحضير اللبن من״ الشكوة״ و غيرها؛ كل هذه الأشياء بالإضافة إلى السكر يجعل منها انتهازيون غنائم لهم، و رغم اختلاف الطرق فالغاية تبقى وحيدة و هي الاغتناء على ظهور البلداء. الشوافات و لعنة لعبة الأوراق. ״ضريب الفال״ أو ״سويرتي مولانا״ كما يصفه أصحابه لم يغب عن الموسم؛ نساء ينتشرن خلف خيام بائعي البخور و الحناء يقصدهن رجال نساء و شابات و حتى أولئك الذين يتوفرون على مستوى دراسي عال و مظهر جيد. مقابل قليل من الدراهم ينصتون إلى بعض الكلمات التي قد تلامس جوانب من حياتهم أو قد تمر بعيدا عن مشاكلهم و تطلعاتهم. لم تفت الفرصة للصويرة نيوز لكي تتجرأ و تقتحم عالم ״تشوافت״ دون أن تكتشف هِؤلاء هوية الجريدة رغم كونهن ״شوافات״.