أكد مولاي الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية، أن المشتبه به الرئيسي في تفجير مقهى أركانة بمراكش حاول منذ مدة الالتحاق ببؤر التوتر بكل من الشيشان والعراق لكنه فشل في ذلك حيث تم إيقافه سنة 2004 بالبرتغال وإرساله إلى المغرب كما أوقفته مصالح الأمن السورية سنة 2007 وسلمته لنظيرتها المغربية وحاول سنة 2008 الالتحاق بالعراق عن طريق ليبيا ففشل بعد أن أوقفته مصالح الأمن الليبي. وأوضح الشرقاوي، الذي كان يتحدث في لقاء مع الصحافة صباح الجمعة الماضي بمقر وزارة الداخلية، أنه بعد عجز الشخص المذكور المقتنع بالفكر الجهادي عن خدمة مصالح تنظيم القاعدة الذي يدين له بالولاء فكر بالقيام بعمل إرهابي كبير داخل أرض الوطن. وأفاد الشرقاوي أن المشتبه به الرئيسي، الذي عمل بميناء آسفي، اقتنى منذ ستة أشهر مواد متفجرة خبأها في منزل عائلته وبلجوئه إلى الموسوعات الالكترونية في صناعة المتفجرات تمكن من صنع عبوتين من تسعة وستة كيلوغرامات وأدخل تعديلات على هاتفه النقال قصد التحكم عن بعد في العبوتين. وفي تفاصيل الجريمة قال الشرقاوي إن المشتبه به الرئيسي تردد على مقهى آخر بمراكش قصد تفجيره وعندما لاحظ التردد الكبير للزوار الأجانب والمغاربة على مقهى أركانة حول وجهته نحو هذه المقهى، وفي يوم العملية جلس في مقعد كباقي الزبناء وخرج تاركا حقيبتين ليقوم بتفجيرهما عن بعد. وأشاد الشرقاوي بالعمل الذي قامت به الإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني التي مكنت تحرياتها مصالح الأمن من إلقاء القبض على المشتبه بهم. ولاحظ متتبعون أنه لأول مرة يتم الفصل بين عمل الإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني والمصالح الأمنية حيث تتكلف الأولى بالتحريات والبحث كما هو منصوص عليه قانونيا وتتكلف الثانية بالتوقيف والتقديم أمام العدالة ولاحظوا أيضا دقة بيان وزارة الداخلية الذي حاول رفع كل لبس إذ قال "قامت مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتحريات دقيقة ومعمقة مكنت المصالح الأمنية من إلقاء القبض على ثلاثة مواطنين مغاربة من بينهم المنفذ الرئيسي لهذه العملية الإرهابية".[/align]