يعرف المركز الجهوي للاستثمار، في وجدة، تراجعا في أدائه، وخفوتا في إشعاعه، وتواضعا في نتائجه، خاصة مع قدوم المدير الحالي...ويمكن القول أن تقهقر أداء، وتراجع دور المركز الجهوي للاستثمار في المساهمة في النهوض باقتصاد الجهة الشرقية، في الفترة الأخيرة، يعود إلى عدة عوامل تتعلق كلها بكيفية تسيير المدير الحالي للمركز، ونظرته إلى الاستثمار والجهة، ومدى معرفته بها وبفرص الاستثمار فيها. وفي هذا الصدد نسجل أن المدير الحالي الذي ولج الوظيفة العمومية سنة 2008، كإعلامي مختص في Système Réseau ، أصبح بقدرة قادر مديرا لمركز جهوي للاستثمار، رغم أن الاقتصاد ليس من تخصصه، فضلا عن أنه يفتقد إلى الخبرة الكافية لتسيير مركز للاستثمار، أضف إلى ذلك أنه غير مستقر في وجدة، إذ أن عائلته موجودة في الدارالبيضاء، وهو كثير التنقل بين سويسرا وبلجيكا والدارالبيضاء...، لدرجة أن البعض قال متفكها أنه "يسكن الطائرة"، وهذه الأسفار وهذه التنقلات تتم باسم الاستثمار ومن مالية مركز الاستثمار؟؟! وعلى ذكر المال نتساءل من أدى فاتورة الفندق الذي كان يقيم فيه السيد المدير، على مدى يناهز النصف عام، والبالغة نحو 18 مليون سنتيم، علما أن مقامه في وجدة لا يتجاوز، في أحسن الأحوال، خمسة أيام في الشهر !!وهذا قبل أن يكتري من السيد إدريس حوات فيلاه الكائنة في غولف إسلي بمبلغ 6 آلاف درهم في الشهر، ودفع عن مدة ستة أشهر مبلغ 36 ألف درهم، هذه الفيلا التي أوكل مهمة إصلاحها إلى الشركة ذاتها التي قامت بإصلاح مقر المركز الجهوي للاستثمار! هذا الإصلاح يثير تساؤلا عن جدواه وعن دوافعه، خاصة وأن البناية الجديدة للمركز، والتي أنجزت بتكلفة مالية وصلت إلى 5 ملايين درهم، ستدشن في شهر يوليوز القادم. إن غياب المدير شبه الدائم عن وجدة والمركز يؤثر سلبا على السير العادي للمؤسسة، ويعرقل الاستثمار، إذ تتراكم الملفات، ويبقى المواطن/المستثمر أسير عملية "سير وأجي". ومن أسباب تقهقر أداء المركز وتراجع أدائه، فضلا عما سبق، تهميش المدير الحالي، الذي يحتقر العربية ومن يتكلم بها زاعما أنه تعلمها في الاستراحة، للأطر الكفأة، المجربة والنزيهة، واعتماده على بعض الموظفين المفسدين المتورطين في أكثر من قضية ارتشاء، أحدهم اشتهر بفضيحة رشوة في قضية مطعم وحانة ماربيلا، في وجدة، وآخر في تراخيص لأمبراطور المناجم "توتو جرادة". وقد بلغ إذلال السيد المدير ، للأطر والموظفين أن كلف أفراد الأمن الخاص بمراقبة حضورهم وخروجهم وغيابهم، خاصة الملحقين منهم من وزارة الداخلية، بل أنه يتخذ من سائقه الخاص عونا ومستشارا له، ويده اليمنى التي يعتمد عليها، كما أنه لا يتأخر في وضع سيارة تابعة للمركز الجهوي بسائقها رهن إشارة عائلته كلما حلت بمدينة وجدة، ولذلك لا عجب أن تصادف سيارة المركز في هذا السوق أو ذاك، أو تلاقيها وهي قادمة أو ذاهبة إلى مصطاف السعيدية... يشار إلى أن المدير الحالي للمركز الجهوي للاستثمار، في وجدة، الذي جاء إلى عاصمة الجهة الشرقية رفقة الوالي الحالي لم يفلح في مهمته، بل أنه غرق وأغرق المركز في عدة مشاكل، شأنه شأن والي الجهة الذي غرق وأغرق وجدة في فوضى ومشاكل متعددة، لينطبق عليهما المثل السائر: "تشبث غريق بغريق". وبعد كل هذا ألا يستحق هذا المدير أن يرفع في وجهه شعار: "ارحل ... ارحل". في مقال قادم سنتطرق بالأرقام للحصيلة السلبية التي حققها المركز خلال السنة الماضية 2010، والتي تؤكد السير الانحداري لهذا المركز الذي أريد له أن يكون محفزا على الاستثمار، ومساهما في الرقي باقتصاد الجهة الشرقية.