تساؤلات كثيرة تطرأ على بالي عندما أشاهد هذه الصرامة والعزم لحد العدائية التي يبديها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ازاء حليف وصديق الأمس الزعيم الليبي معمر القذافي. العديد من قادة العالم الحر يتمنون زوال نظام القذافي اليوم قبل الغد لكنهم لا يستعجلون ولا يستبقون الأمور كما يفعل الرئيس الفرنسي والذي يبدو وكأنه يريد أن يختفي القذافي عن وجه الأرض حتى يتم طمس سر ما في دفاتر التاريخ.! فما الذي يخفيه يا ترى ساركوزي الملقب بنابليون الجديد، يتساءل موقع "نقودي.كوم." لقد أشار سيف الاسلام القذافي، نجل معمر القذافي، في احدى مقابلاته الأخيرة، أن والده شخصيا موّل الحملة الانتخابية "للمهرج" ساركوزي عام 2007. وأكد سيف الاسلام ان لديه جميع المستندات والكشوفات المصرفية الرسمية التي تثبت تمويل الحملة الانتخابية لساركوزي بواسطة الزعيم الليبي، الأمر الذي مكّن انتخاب ساركوزي. من جهته، دحض قصر الإليزيه، المقر الرسمي للرئاسة في فرنسا، أقاويل سيف الاسلام جملة وتفصيلا.لكن في حال تبين وجود مستندات رسمية حسب مزاعم سيف الاسلام، فان الرئيس الفرنسي سيصبح في وضع لا يحسد عليه. يذكر ان الزعيم الليبي كان قد خيّب ظن ساركوزي أثناء زيارته التاريخية لباريس في العام 2007 بعد انقطاع دام 34 عاماً. فقد توقع ساركوزي ان يوقع القذافي، خلال هذه الزيارة، اتفاقيات اقتصادية مشتركة بقيمة 10 مليار يورو غير ان الزعيم الليبي اكتفى باتفاقيات قيمتها 2.5 مليار يورو فقط مبررا ذلك بعبارته الساخرة آنذاك:" نسيت دفتر شيكاتي." تتوقع مصادر ليبية أن يقوم النظام الليبي عن قريب بمهاجمة ساركوزي من خلال نقطة ضعفه ليبياً وهي زوجة الرئيس الفرنسي عارضة الازياء كارلا بروني، التي احرجت ساركوزي في أكثر من مناسبة في الماضي. يتم حاليا تبادل شريط فيديو عبر الانترنت، على ما يبدو مزيفاً، يتضمن مقابلة بين كارلا والقذافي في خيمة الأخير في العام 2007. وكان هدف كارلا من وراء هذه الزيارة محاولة مساعدة القذافي في العثور على دفتر شيكاته المفقود. وعلى ما يبدو فان الزعيم الليبي لم ينجح في ايجاد غرضه المفقود على الرغم من الانطباع الايجابي الذي تركته كارلا في الخيمة، حسب ما جاء على لسان القذافي. يذكر ان سيدة فرنسا الاولى معروفة جيدا في طرابلس خاصة عقب دورها الهام في اطلاق سراح الممرضات البلغاريات المحتجزات في ليبيا. ومن الجدير بالذكر أيضا ان فرنسا متورطة حتى النخاع في مجريات الأحداث الأخيرة في ليبيا اذا تفيد التقارير الواردة من تشاد أن ضباطا فرنسيين وصربيين هم الذين يشرفون على تدريب وقيادة قوات القذافي المرتزقة التي تقوم بسحق الثوار. ولذلك، لو قامت فرنسا بارسال جنودها الى ليبيا، فقد يضطر هؤلاء لمقاتلة قادتهم.!