بعد اللقاء الذي جمع بعض الشباب المغربي المنتمي لحركة 20 فبراير، والمقرب من أحزاب سياسية مشاركة في الحكومة، مع ممثلي السفارة الفرنسية بالرباط، أثيرت إشاعات حول مضامين هذا اللقاء الذي اعتبره البعض خروجا على الحركة الشبابية ومحاولة شقها من قبل بعض الأجندة الخارجية والتي لا تريد تغييرا حقيقيا بالمغرب. حاولنا في "هسبريس" أن نستجلي موقف المشاركين من هذا اللقاء وكذا مضامين اللقاء الذي دار في بيت السفير الفرنسي بالمغرب، فلا أحد تجرأ أن يجيب عن أسئلتنا، وبعضهم فضل التكتم على ذكر أسمائهم للإعلام. العضو في الشبيبة الاتحادية منتصر ساخي والفاعل في حركة 20 فبراير كشف عن اسمه، وكان جريئا كعادته وصرح ل "هسبريس" بأنه شارك رفقة بعض الفعاليات في حوار مع نائب السفير الفرنسي بالمغرب. وأكد ساخي بأنه لم يكن ممثلا رسميا لحركة 20 فبراير في هذا اللقاء ف"الطبيعة التنظيمية السلسة لحركة 20 فبراير القائمة على النقاش والتعبير الحر داخل الشبكات الاجتماعية، وخاصة الفايسبوك وكذا التنسيقيات المحلية التي تضم عددا كبيرا من الشباب المنتمي إلى مختلف التنظيمات السياسية والحقوقية والجمعوية والنقابية إلى جانب الشباب المستقل المؤمن بمبادئ التغيير والإصلاح الحقيقي العميق، هذه الطبيعة تساهم في تقوية الحركة وتجعلها غير خاضعة لرقابة أحد وتنفلت من البيروقراطية الضيقة". كما أضاف ساخي بأن "حركة 20 فبراير هي صرخة شباب متمرد وثائر على واقع مجحف، متخلف ورديء". وأردف ساخي قائلا "صار كل أفراد الحركة أحرار في توجهاتهم وتصريحاتهم وتعاليقهم. إن ما يجمعنا ليس بأيديولوجيا... لكن ما يجمعنا وسط اختلافنا هو رغبتنا الملحة في انعتاق شعبنا من التخلف، الفقر، الأمية، الأزمة البنيوية والتخلف الحضاري". وجوابا عن سؤال، لماذا السفارة الفرنسية بالضبط؟ يقول ساخي "السفارة الفرنسية ليست وحدها المؤسسة التي طلبت من مجموعة من النشطاء عقد لقاء للتواصل وتبادل الآراء حول مستجدات الساحة السياسية والاجتماعية في المغرب. فأمام غياب مخاطب تنظيمي واحد، وأمام غياب هيكلة تنظيمية للحركة، تمت مخاطبة مجموعة من الشباب خاصة المنتمون لتنظيمات سياسية. لم يتردد الشباب، ومنهم أنا شخصيا في الاستجابة للهيئات الديمقراطية والمسؤولة. وبذلك تم اللقاء بمجموعة من قادة الأحزاب الديمقراطية ورجال أعمال وأعضاء من مكاتب تنفيذية لنقابات وجمعيات ديمقراطية. فالحركة لا يجب أن تنغلق حتى لا تعزل، فقوتها في قدرتها على التفاعل مع ضرورة التمسك بالمطالب العادلة والمشروعة". وخلال اللقاء المعلوم الذي دار في منزل السفير الفرنسي والذي عرف حضور ممثل هذا الأخير ومجموعة من الشباب المنخرط في حركة 20 فبراير والممثل لمختلف الأطياف، كشف ساخي عن مضامين اللقاء والذي كان عبارة عن رسالة موجهة لممثلي السفارة الفرنسية تضمنت مطالب الشباب، وحصرها ساخي في التالي: لن تنقطع الاحتجاجات وسنستمر في التعبئة للتظاهر السلمي حتى نهاية نظام المخزن وقيام ملكية برلمانية يسود فيها الملك ولا يحكم، وتحقيق التقدم والديمقراطية ومحاكمة المجرمين والمفسدين من ناهبي المال العام والمسؤولين على نهب ثروات المغرب وتفقير الشعب. خطاب الملك، رغم حمولته الإصلاحية الإيجابية، لم يستجب إلا لمطلب الإصلاح الدستوري فيما لا تزال مطالب إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، حل الحكومة والبرلمان، محاكمة المفسدين عالقة. استمرارنا في التعبئة لنقف سدا منيعا أمام جيوب المقاومة التي تضغط من داخل النظام لتمنع تطبيق الالتزامات الملكية والمطالب العادلة للشباب والشعب المغربي. شجبنا المطلق وتنديدنا بالتدخلات الوحشية لقوات الأمن لتشتيت المظاهرات السلمية. ومن جهته، اعتبر نائب السفير الفرنسي بالرباط أن: الخطاب الملكي كان قويا وتاريخيا يحمل في طياته استجابة لمجموعة من المطالب. يمكن للمغرب أن يكون نموذجا للانتقال السلمي نحو التقدم والديمقراطية وتحقيق ثورة هادئة نموذجية في المنطقة بفضل شبابه الواعي وإنصات ملكه لمطالب الشارع. ويتساءل منتصر ساخي، بعد كشفه ل"هسبريس" مضامين هذا اللقاء الذي دار بين مجموعة من مناضلي حركة 20 فبراير المقربين من احزاب سياسية مشاركة في الحكومة والبرلمان، وبين ممثلي السفارة الفرنسية، ما هي مضامين اللقاءات التي جمعت بعض من جعلوا أنفسهم متحدثين باسم الحركة بمجموعة من الشخصيات النافذة خاصة تلك التي ندد بها الشارع المغربي؟ ما هي مضامين اللقاءات التي جمعت بعض الأطراف مع من لا يهمه سوى الدفاع عن طرح الانفصال؟