أكّد الكاتب المغربي محمد الأشعري، الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية للعام الجاري على حتمية تأثير الأحدث السياسية التي تجري في العالم العربي على الواقع الثقافي، مشيراً إلى أن صرخة مقاومة الخوف التي أطلقتها روايته الفائزة بالجائزة تنتمي للعاصفة الجميلة التي اجتاحت الوطن العربي. وتتناول رواية "القوس والفراشة" الفائزة بالجائزة موضوعي التطرف الديني والإرهاب من زاوية جديدة، وتستكشف تأثيرات الإرهاب على المنطقة العربية لا على الغرب وحول الرواية يقول الأشعري، الذي شغل منصب وزير الثقافة في المغرب، وتعرض قبلها للاعتقال عام 1981، "لا يمكن اختصار الرواية بموجز قصير، فهي تحاول أن تستنطق تفاصيل الحياة اليومية في المغرب، الأماكن والشخوص تتبدّل، والعلاقات الإنسانية تتعرض للاهتزاز. فالراوي الأساسي، الكاتب والصحفي اليساري المثقف، يكتشف أن ابنه الذي يدرس في فرنسا قد قُتل في أفغانستان وهو يقاتل إلى جانب الطالبان، ويبدأ بمواجهة تجربة قاسية لاستعادة حياته وفسيفسائها، ومن هنا يبدأ نسج تفاصيل الرواية"، على حد تعبيره ويؤكد في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء على هامش معرض أبو ظبي الدولي للكتاب على حتمية تأثير الأحدث السياسية التي تجري في العالم العربي على الواقع الثقافي ويقول "إن لم تكن مجتمعاتنا حرة، فإن الاختناق سيطال الجانب الثقافي" حسب رأيه ويقول "لقد كنت أثناء كتابة الرواية مهتماً كثيراً بوضع بعض التأملات حول تجارب الحياة والموت والحب ومقاومة الخوف، ولم أكن أتصور أن المجتمع الذي أصوّره في هذه الشخصيات وبهذه الحالات هو مجتمع لا يمكن التنبؤ بما يحدث في داخله، وأعتبر أن صرخة مقاومة الخوف ومقاومة الخذلان هي صرخة تنتمي للعاصفة الجميلة التي اجتاحت الوطن العربي والتي فتحت لنا نوافذ لربيع سياسي نأمل أن يعقبه ربيع ثقافي مشرق" على حدد تعبيره ويتابع "قدمت نموذجاً لما يمكن أن يحدث من الناحية الإنسانية وليس من الناحية السياسية، وحاولت العثور على أطرافي، من بشر وأماكن، وأن أعثر على اللانهائي"، على حد وصفه ويشار إلى أن الشاعر المغربي محمد الأشعري (60 سنة) له عشرة دواوين ومجموعة قصصية ورواية. اشتغل بالصحافة والمجال السياسي الذي قاده إلى مسؤوليات نيابية وحكومية، منها تولي منصب وزير الثقافة في بلاده