الرواية المغربية تفتح نافذة أخرى على آفاق أكثر رحابة فاز الروائي والشاعر المغربي محمد الأشعري, يوم الاثنين الماضي, بجائزة (البوكر) العالمية للرواية العربية في دورتها الرابعة. ونال محمد الأشعري هذه الجائزة, خلال حفل أقامته «مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي», راعية الجائزة, مساء اول أمس بالعاصمة الإماراتيةأبوظبي, حضرته صفوة من أهل الأدب والنشر والثقافة العرب, وذلك عن روايته «القوس والفراشة» مناصفة مع الروائية السعودية رجاء عالم عن روايتها «طوق الحمام». وفضلا عن الروائيين المتوجين, ضمت القائمة القصيرة للمرشحين لنيل الجائزة كلا من الكاتب والروائي المغربي بنسالم حميش والروائيين المصريين ميرال الطحاوي وخالد البري والكاتب الروائي السوداني أمير تاج السر. وقال الشاعر والناقد العراقي فاضل العزاوي رئيس لجنة تحكيم الجائزة, في كلمة خلال هذا اللقاء, إن فوز رواية (القوس والفراشة) و(طوق الحمام) مناصفة, «تأكيد على أحقيتهما بنيل هذا التقدير المشرف, لأنهما عملان أدبيان متميزان يتناولان قضايا إنسانية مختلفة بأسلوب أدبي يمزج بين الإبداع ومتانة اللغة». واعتبر أن الروايتين الفائزتين, اللتين اختيرتا من بين 123 عمل روائي ترشح لنيل الجائزة, تمثل «مرايا إبداعية, تعكس المشكلات الوجودية والصراعات الأكثر أهمية داخل مجتمعاتنا في هذه اللحظة التاريخية بالذات». من جهته اعتبر محمد الأشعري نيل روايته (القوس والفراشة) هذه الجائزة الرفيعة عربيا, «نافذة أخرى للانفتاح على آفاق أكثر رحابة, بعد ترجمتها إلى لغات متعددة». وأضاف الأشعري, أن فوزه بجائزة (البوكر), يمثل في حد ذاته «تقديرا لمكانة الرواية المغربية, واعترافا بخصوصيتها الإبداعية والأدبية». وأشار إلى أنه «سعيد بهذا التتويج الذي سيجعله وفيا لكيانه وليس لنقط الضوء, ولن يصبح شخصا آخر إلا داخل الكتابة وما تفرضه عليه من تحديات». وقال الأشعري إن نيله هذا التقدير الدولي مناصفة مع الروائية السعودية رجاء عالم, «لا يمثل بالنسبة إليه أي إجحاف أو تقصير, لأنني قبلت الدخول في اللعبة كاملة». وتتناول رواية القوس والفراشة, موضوعي التطرف الديني والإرهاب من زاوية جديدة, تستكشف تأثيرات الإرهاب على الحياة العائلية, إذ تروي قصة والد يساري يتلقى في أحد الأيام رسالة من تنظيم القاعدة تفيده بأن إبنه, الذي يتابع دراسته في باريس بحسب اعتقاده, مات شهيدا في افغانستان. وتعالج الرواية هذا الخبر الصادم على حياة بطلها, وبالتالي على علاقته بزوجته, من زوايا معيشية مختلفة. وللأشعري , المزداد سنة 1951 بزرهون, روايتان وعشرة دواوين ومجموعة قصصية. بدأ نشر قصائده في مطلع السبعينات ومارس الصحافة وترأس تحرير العديد من المجلات والملاحق الثقافية, تحمل مسؤوليات نقابية وسياسية مختلفة, منها رئاسة اتحاد كتاب المغرب, وعضوية مجلس النواب, كما أنه شغل منصب وزير الثقافة والاتصال.وترجمت مختارات من أعماله الشعرية إلى لغات عديدة ... أما رواية (طوق الحمام) لرجاء عالم, فتكشف عن العوالم الخلفية لمدينة مكة, من خلال إبراز واقع معيشي معتم, يرصد حياة البشر, والتطرف الديني, ومافيا متعهدي البناء, الذين يدمرون معالم المدينة التاريخية والدينية. وقد بدأت رجاء عالم (من مواليد مكةالمكرمة), النشر في الملحق الثقافي بجريدة الرياض, ونشرت حتى الآن عشر روايات (اثنتان باللغة الانجليزية «فاطمة» و»ألف ليلة وليلتي» وأربع مسرحيات. كما أصدرت عدة كتب فنية بالتعاون مع فنانين منهم الفنان التونسي نجا المهداوي, والفنانة شادية عالم والمصورة الأمريكية ويندي أيوالد. وحازت عالم على عدة جوائز تقديرية في البلدان العربية وكذلك في باريس ومدريد لدورها في النهوض بإبداع المرأة العربية. ويحصل الفائز بجائزة (البوكر) على مبلغ 50 ألف دولار, فضلا عن ترجمة عمله المتوج الى العديد من اللغات. يشار إلى أن زوار معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته ال21 الذي يفتتح غدا, سيكونون على موعد مع الكاتبان الروائيان الفائزان وكذا باقي الكتاب الذين ترشحوا للقائدة القصيرة للجائزة, في فعاليات مختلفة ولقاءات مفتوحة معهم, للحديث عن أعمالهم الروائية وتجاربهم الإبداعية ومساراتهم الأدبية. وقد ضمت لجنة تحكيم الدورة الحالية لجائزة البوكر في عضويتها إلى جانب فاضل العزاوي, الناقدة البحرينية منيرة الفاضل والمترجمة والناقدة الإيطالية ايزابيلا كاميرا دافليتو والكاتب والصحافي الأردني أمجد ناصر, إضافة إلى الكاتب والناقد المغربي سعيد يقطين. يذكر أن الجائزة العالمية للرواية العربية أطلقت في أبوظبي في أبريل 2007 وتدار شؤونها, بالشراكة مع «مؤسسة جائزة البوكر» في لندن, وبتمويل من «مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي». وتروم الجائزة مكافأة التميز في الأدب العربي المعاصر ورفع مستوى الإقبال على قراءة هذا الأدب في الوطن العربي وخارجه, إضافة إلى ترجمة الأعمال الفائزة ونشرها بلغات أخرى عالمية أساسية.