نظمت التنسيقية الوطنية للديموقراطية والتغيير ثلاث تظاهرات في العاصمة الجزائرية، انطلقت من حي حسين داي إلى ساحة أول مايو (شرق)، ومن حي المدنية الى مبنى التلفزيون (وسط)، ومن حي البنيان الى ساحة شهداء (غرب)، غير ان الشرطة عززت وجودها في المدينة، بينما احتل أنصار السلطة إحدى الساحات. وحمل السبت 5 مارس 2011 نحو خمسين من انصار السلطة صور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومفرقعات كانوا يفجرونها امام عشرات من المعارضين الذين انتشروا سريعا. ووسط صيحات "بوتفليقة ليس مبارك" تمكن بلطجية بوتفليقة من منع وصول سيارة سعيد سعدي، احد قادة التنسيقية الوطنية للتغيير والديموقراطية، الى ساحة المدنية في قلب العاصمة. وبالكاد تمكن سعدي من الخروج من السيارة التي عطل تحركها البلطجية، وتوجه إلى أنصاره قائلا "سنواصل التظاهر مهما كانت الاجراءات لمنعنا". وقال سعدي، الذي يسيطر حزبه على التنسيقية: "تعرضت لمحاولة اعتداء بواسطة سكين من أحد الشباب المؤيد لبوتفليقة، ولحسن الحظ لم أصب بفضل تدخل أحد المتظاهرين لصد ضربة السكين". وبسرعة انتشر عشرات من عناصر الشرطة المسلحين بالهراوات للتمركز وتفريق مجموعتي المتظاهرين. وامام المحكمة في حي حسين داي، وصل عشرة متظاهرين قبل ساعة من موعد التظاهرة، بينهم نائبان عن التجمع من اجل الثقافة والديموقراطية، والمحامي علي يحيى عبد النور (90 عاما)، الرئيس الشرفي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان. وقد حاصرتهم عناصر من قوات الامن. وفي ساحة عين البنيان غرب العاصمة، تمت اقامة حواجز منذ الساعات الاولى من الصباح لمنع وصول المترجلين، في حين تراقب المكان عربات مدرعة. وفي وهران، كبرى مدن الغرب الجزائري، كان من المقرر تنظيم تظاهرة دعت اليها التنسيقية انطلاقا من ساحة الاول من نوفمبر غير ان السلطات حظرتها، بحسب المعارضة. وافاد مراسل انه تم توقيف نحو مائة شخص، بينهم صحافيون وقدور شويشة الممثل المحلي لتنسيقية التغيير قبل انطلاق التظاهرة. إلى ذلك، دعا رئيس حركة مجتمع السلم (جماعة الإخوان المسلمين) أبو جرة سلطاني إلى الانتقال مما وصفه بالديموقراطية الشكلية إلى الديموقراطية الحقيقية. وقال على هامش زيارته لولاية المدية بغرب البلاد ان استكمال "مسيرة استقلال البلاد مرهون بمعركتين على الوطن خوضهما، وهما الانفتاح السياسي وتأهيل الشباب". واضاف ان الانفتاح السياسي يتوقف على مراجعة الدستور وقانون الانتخابات وضمان شفافية الانتخابات وفتح الحقل الإعلامي وممارسة النشاط النقابي". في السياق ذاته، تعهد حزب جبهة القوى الاشتراكية، أقدم حزب معارض، بمواصلة النضال حتى إسقاط النظام. ودعا كريم طابو الأمين العام للحزب في تجمع حاشد بقاعة «الأطلس»، حضره ممثلون لأحزاب من المغرب وتونس ومنظمات المجتمع المدني، إلى إحداث التغيير بطريقة سلمية، مشيرا إلى أن حزبه سيعمل تماما كما يعمل ماء المطر في تكسير الأسمنت. وقال «سنناضل قطرة قطرة إلى أن ينكسر النظام»، معتبرا تجمع اليوم «أولى القطرات»، وأن الشعب الذي يشارك في هذه التجمعات هو من يحدد الخطوات المقبلة.