إحالة « الجريدة الأولى» على القضاء.. والتحقيق مع « الأيام» و «المشعل». الرباط : لطيفة العروسني. جريدة الشرق الأوسط. عرفت «الفيدرالية المغربية للاعلام» التي تضم ناشري صحف يومية واسبوعية، تصدعاً وانقسامات بعد أن قرر أربعة من أعضائها الاستقالة احتجاجاً على بيان اصدرته الفيدرالية تعليقاً على متابعة بعض الصحف قضائياً بشأن أخبار نشرتها حول مرض العاهل المغربي الملك محمد السادس. ولم تكتف تلك الصحف بنشرالبيان الذي أصدرته وزارة القصور الملكية حول مرض الملك ، الذي كان أشار الى انه سيخضع لفترة نقاهة بعد أصابته بالتهاب واضطرابات في الجهاز الهضمي،بل أوردت تفاصيل اخرى غير رسمية استناداً الى مصادر طبية لم تحددها. وقال اعضاء الفيدرالية: عبدالرحيم اريري، و محمد حفيظ ،وعبدالله شنكو، وادريس شحتان، إن الفيدرالية أصدرت بياناً دون علمهم أو موافقتهم،كما انهم لم يحضروا الاجتماع الذي بحثت فيه الأمر. وكانت الفيدرالية اشارت في بيانها الى ان أن التقرير الذي نشر في يومية «الجريدة الاولى» حول صحة العاهل المغربي «ينضاف إلى حالات سابقة مؤسفة تتوخى جعل شخص الملك موضوعا للمزايدة والاستغلال اللذين لا يمكن أن نجد مثيلا لهما في أي مكان آخر». لكن الصحافيين المستقيلين من المكتب التنفيذي للفيدرالية يقولون ان لاعلاقة لهم ببيانها، الذي وزعته وكالة الانباء المغربية، وانه صدر دون عقد أي اجتماع بشأنه ،معتبرين ما حصل "عمل غير نظامي ويخرق القواعد التنظيمية للفيدرالية ويقحم اسمها لتمرير مواقف لا تعبر عن رأي اعضائها". وفي المقابل، أعتبر بيان الفيدرالية أن «الحياة الخاصة للملك أضحت بالنسبة لبعض الصحف أصلا تجاريا . لا تتورع في استغلاله لتحقيق الربح». وأعرب البيان عن أسف الفيدرالية «لهذا النوع من الارتزاق تحت غطاء الصحافة"،على حد تعبير البيان. وأضاف البيان أنه "في الديمقراطيات العريقة حيث حرية الصحافة تعتبر أمرا مقدسا، تم التخلي عن مثل هذه الممارسات منذ أمد بعيد». وقال كمال لحلو،رئيس الفيدرالية المغربية للاعلام،ان مبدأ الفيدرالية هو احترام مقدسات البلاد وعلى رأسها شخصية الملك ،والبيان الذي نشر تم دفاعا عن هذا المبدأ. واوضح لحلو ل«الشرق الاوسط» ان استقالة مديري النشر الاربعة من الفيدرالية يعني انهم لم يعودوا يؤمنون بهذا المبدأ، وبالتالي هم احرار في تصرفهم. واضاف لحلو انه لا يحدث في أي دولة ان يصدر بيان رسمي عن صحة رئيس الدولة، وتأتي الصحف لتقول ان مانشر لا يمثل الحقيقة،وذلك بالاستناد الى مقالات يكتبها صحافيون اجانب معروفون بعدائهم للمغرب. وبشأن ما يقوله الاعضاء المستقلون بانه لم تتم دعوة الفيدرالية لاجتماع قبل اصدار البيان،قال لحلو « الامر كان يتعلق بأمر طارىء، وعقد اجتماع مصغر مع الاعضاء الذين يواظبون على حضور الاجتماعات في حين ان الصحافيين الذي قدموا استقالتهم لا يحضرون اجتماعات الفيدرالية، ولم يدفعوا حتى رسوم الانخراط »، على حد قوله. من جهته، قال عبد الرحيم اريري، ناشراسبوعية «الوطن الان»، واحد اعضاء المكتب التنفيذي للفيدرالية المستقيلين ل «الشرق الاوسط» انه باعتباره صحافيا لم يقبل اصدار بيان باسم مؤسسة ينتمي اليها دون علمه،مشيرا الى ان الامر غير سليم من الناحيتين الاخلاقية والتنظيمية. وزاد اريري قائلا «الفيدرالية اتخذت موقفا متسرعا وكان المطلوب التحلي بالحكمة والرزانة والتعقل في ظل الغليان الاعلامي لان الامر يتعلق بزملاء في المهنة، واذا ماصدر عنهم خطأ واحد فيمكن تجاوزه وبالتالي فإن ذلك ليس نهاية العالم»، على حد تعبيره. وقال بيان صدر الليلة قبل الماضية عن وكيل الملك (ممثل النيابة العامة) لدى المحكمة الابتدائية بالرباط» أنه على إثر البحث الذي أنجز من طرف الشرطة القضائية في موضوع المقال الذي نشرته الصحيفة في الصفحة الأولى من عددها الصادر بتاريخ 27 اغسطس(اب) الماضي، سلمت النيابة العامة لدى المحكمة استدعاءا مباشرا إلى علي أنوزلا بصفته متهما من أجل جنحة نشر بسوء نية نبأ زائف وإدعاءات ووقائع غير صحيحة، وبشرى الضو محررة الخبر بصفتها متهمة من أجل المشاركة في ذلك». وكانت «الجريدة الاولى» نشرت التقرير الاخباري الذي توبعت بسببه الصحيفة، تحت عنوان «مرض الملك يؤجل الدروس الرمضانية وانتقاله إلى الدارالبيضاء». ولم تكتف الصحيفة بما تضمنه البيان الرسمي،بل نسبت الى «مصادر طبية من داخل القصر الملكي» لم تكشف عن هويتها قولها ان اصابة الملك محمد السادس بالفيروس الذي تسبب في الالتهاب،راجع الى تناوله لدواء مضاد للربو يسبب نقصا في مناعة الجسم. وعلى اثر نشر الخبر احيل مدير نشر الصحيفة والمحررة التي كتبت التقرير الاخباري على التحقيق القضائي. وبعد «الجريدة الاولى» يجري التحقيق الآن من طرف الشرطة القضائية مع ناشرين آخرين هما نورالدين مفتاح، ناشر أسبوعية" الايام»، و ادريس شحتان ،ناشر اسبوعية «المشعل»، وستة صحافيين آخرين يعملون في الصحيفتين حول الموضوع نفسه. وبعد فترة النقاهة، عاد العاهل المغربي لممارسة أنشطته المعتادة حيث شفي تماماً من وعكته الصحية.