لنفترض- بلا جدل- بأنك عزيزي المواطن تسير على خشبة طويلة بعرض 10 سم، موضوعة على الأرض. غالبا ما تستطيع قطع طول الخشبة بشكل عادي ومريح دون أن تقع او تنزلق عن الخشبة. ولنفترض أننا وضعنا هذه الخشبة بين عمارتين وثبتناها جيدا، وطلبنا منك ان تفعل كما فعلت قبل قليل وتقطعها سيرا على الأقدام!! ..... حتى لو كنت لاعب سيرك محترف، فإنك لن تستطيع قطعها، لأنك ببساطة تصبح مأسورا لمخيلتك، التي تصورك تسقط في هذا الفراغ. إنه الخيال الذي يسيطرعليك، رغم انك قطعهتا قبل قليل ، لكن بدون تخيل بالسقوطؤ المروع. كل ما في الأمر أني أريد استغلال هذه القضية النفسية من أجل أن اجعلك تسيطر على خيالك، أو تعيد انتاجه كما تشاء، فتنحل جميع مشاكلك النفسية والإجتماعية والجيومورفولوجية: تخيل مثلا: - أن البنزين وكافة المشتقات البترولية لم ترتفع اسعارها وأملا تنك سيارتك او صوبتك أو ثيابك بذات القيمة التي كنت تدفعها قبل بداية العام الماضي الذي ارتفعت فيه اسعار المشتقات البترولية 10 مرات على الأكثر،. تحديدا بالنسبة للثياب ، فأنت لا تحتاج اصلا الى استخدام هذا الخيال التقشفي ، لأن مشاكلك ستنتهي كلها بعد أن تدلق الكاز أو البنزين(95) على يابك، ولا تتنازل عن نوع البنزين .. أنت رايح رايح، وعمر لا حدا حوّش. - عند اللحام اعطه الدنانير العشرة التي كنت تشتري بها اللحم طوال الشهر ، فليعطك فيها كما يشاء ، ما دامت مدفوعاتك ثابته ، وافعل ذات الأمر عند البقال وبياع الدجاج ...! - تخيل ان النائب الذي انتخبته منح الثقة للحكومة من أجل أن يحرجها ويضعها أمام مسؤولياتها التاريخية ، وليس من أجل تزوير إرادتك أوتعديلها أو تحويرها، لا سمع الله. - تخيل أنك ستشبع من كل شئ في الحياة بعد الموت ، فلا تقتل نفسك وتستقتل على هذه الحياة الفانية . تخيل ما تشاء وتمتع!! لكن: لا تتخيل اطلاقا أن لك حياة - اصلا- قبل الموت !!